في ذكرى غياب شاعر الأوطان محمود درويش..د.آمال بو حرب

في ذكرى غياب شاعر الأوطان
محمود درويش.
نترك القصيدة وحدها تتكلم، فهي الأوفى مع
مرور الأيامُ ثقيلةً على صدورنا،
وكأنّ الزمن قد يتوقف عن النبض حين نفقد أصوات الشعراء
“في حضرةالرحيل ”
يا وجعًا يُخبّئ العروبةَ في قميصه
ويمشي…
تتبعه البلادُ كالظل
كم خسرناك…
ونحن نربّي في صدورنا نشيدًا
ونشربُ ارتباكَ الماء.
“القصيدةُ أمّي”
وخبزُ الأمّ صار دمي.
فمن ذا يخبزنا الآن؟
من يُهدّئ الزلزالَ في قلوبنا؟
من يرسمُ البلادَ على كفّ الصبر؟
من يُربّي المعنى في تراب الورد؟
من يُعلّم اليمامةَ
أن لا تموتَ مرتين؟
مضيتَ… وما انتهى المعنى
ولا هدأت قلوبُ التين والزيتون
ولا نَسِيَ الجدارُ الحُلمَ
حين خططتَه دمًا
يفيضُ من القصيدةِ كي نرى.
يا ابنَ القصيدةِ حين تعلو
فوق خيمةِ منفى
وفوق كوفيةٍ
تخبّئ في طيّاتها
دمَ الأنبياء
ووجعَ النساء على تخومِ الوطن…
مضيتَ، وما مضت فينا الأوطان
ولا غابَ الندى عن شجرِ الكلام
كتبتنا صمتا
ونطقتَ الوطن عشقا
في جبينِ الأطفال والحجارة.
يا من قلتَ:
“نحن نحبّ الحياةَ إذا ما استطعنا إليها سبيلا”
علّمتنا أن نزرعَ القصيدةَ
كما تُزرَعُ الشقائقُ
فوق قبورِ الشهداء
وأن نُربّي الحنينَ في أسرّةِ الليل
دون أن نبكي
لكنّا بكيناك…
يا آخرَ الأنبياءِ
ومَنْ تبقّى من حضارات البشر
سلامٌ عليك
حين كنتَ
وحين متَّ
وحين تخلّدتَ
في كل بيتٍ يُقالُ فيه الشعر
ويُرفع فيه نشيدُ الراحلين
د/آمال بوحرب