*جَوْهَرُ العُمْرِ* الشاعر: فَيْصَلُ النَّائِبُ الهَاشِمِيُّ

أُحِبُّكِ فَجْرًا يُسَرْبِلُ قَلْبِي
يُطَهِّرُنِي فِي بُحُورِ الضِّيَاءْ
أُحِبُّكِ نَبْضًا تَمَاهَى بِصَدْرِي
غَرَامًا، سَلَامًا، سُرُورًا، وَفَاءْ
أُحِبُّكِ هَمْسًا يُبَعْثِرُ صَمْتِي
فَهَمْسُكِ دَاعٍ وَشَدْوِي دُعَاءْ
أُحِبُّكِ نَبْعًا يُسَقِّي الحَنِينَ
وَيَرْوِي خَلَايَاهُ حَدَّ الرِّوَاءْ
أُحِبُّكِ مَا دُمْتُ لِلْحُبِّ أَرْضًا
وَمَا دُمْتِ لِلْحُبِّ أَنْتِ السَّمَاءْ
حَدِيثُكِ نَهْرٌ يَسُحُّ بِرُوحِي
وَصَمْتُكِ نَبْعٌ يُزِيلُ العَنَاءْ
وَطَيْفُكِ نَجْمٌ تَجَلَّى لِقَلْبِي
إِذَا مَا سَرَيْتِ بِلَيْلٍ أَضَاءْ
فَفِيكِ الْتَقَى الحُسْنُ وَالذَّوْقُ طَوْعًا
مَعَ السِّحْرِ وَالطُّهْرِ وَالكِبْرِيَاءْ
كَأَنَّ الزَّمَانَ تَنَفَّسَ شَوْقًا
لِيَنْثُرَ فِيكِ مَعَانِي السَّنَاءْ
وَيَسْكُبَ فِيكِ مِنَ الأُمْنِيَاتِ
فُيُوضًا تُنِيرُ فَضَاءَ الرَّجَاءْ
فَكُونِي لِرَوْضِي نَسِيمًا عَلِيلًا
يُعَطِّرُ زَهْرِي بِرِيحِ اللِّقَاءْ
وَكُونِي لِرَمْلِي غُيُومًا تُفِيضُ
هَنَاءً، رِوَاءً، أَمَانًا، عَطَاءْ
أَيَا سِرَّ حَرْفٍ يُضِيءُ الْمَعَانِي
إِلَيْكِ القَصِيدُ… وَمِنْكِ الغِنَاءْ
فَفِيهِ اخْتَزَلْتُ القَوَافِي بِعَزْفِي
وَفِيكِ… تَجَلَّى رَبِيعُ النِّسَاءِ
فَسِيرِي بِقَلْبِي دُعَاءً نَقِيًّا
يُبَدِّدُ هَمِّي وَيَمْحُو الجَفَاءْ
فَبِاسْمِكِ لَوْ صِحْتُ (يَا أَنْتِ) يَوْمًا
لَذَاابَ الحَنِينُ بِيَاءِ النِّدَاءْ
وَطَرَّزَ شَوْقِي بِلَيْلِ سَمَائِي
نُجُومًا تُسَامِرُ تَوْقَ المَسَاءْ
أُحِبُّكِ دَهْرًا وَأَلْفَ اشْتِيَاقٍ
كَأَنَّكِ لِلْعُمْرِ سِرُّ البَقَاءْ
إِذَا مَرَّ طَيْفُكِ صَارَتْ جُرُوحِي
كَجَمْرٍ تَعَرَّتْ لِقَطْرِ السَّمَاءْ