وكيف يكون الصبر جميلا ….بقلم عايدي همامي

وكيف يكون الصبر جميلا
جدتي / انتظرته ولم يعد
جدي / أكلته أحراش الهند الصينية
وقد جندته فرنسا الإستعمارية
بعد أن اختطفته من الحقل /
/حقل جدي
“استولى عليه “صبايحية الخزندار
أبي / قضى في الكونية الاولى على أبواب النورماندي
“أخي الأكبر/ دهسته دبابة ثعلب 🦊 الصحراء “بمارث
وكان ضمن فرقة للمشاة الفرنسية
أمي / فقدت ساقها جراء لغم مزروع بإحدى المسالك الفلاحية
المعمر فيليكس/ أخذ كل شيئ
ضرع المعزة
صوف الشاة
محصول شجرة الزيتون
صابة شجرة الخروب
منع عنا ماء العين
شيخ التراب / عيونه ترقبنا في كل يوم ولحظة
يتابع نمو أجسادنا
“وحين البلوغ يبلغ عنا “الجدرمية
“كنا نخشى سيارة “لندروفر
و”الجيب”؟ الخضراء
نخاف التجنيد القصري
كبرنا على حليب الغبرة /
وقطع أجبان قادمة من الضفة الأخرى
أكلت منا عصاة المؤدب
والمعلم
حتى بلغنا من الكبر عتيا
” كبر معنا كرهنا لبدلة “الكومبا
كنا نتحاشى المرور من أمام مراكز البوليس
/ذات حلم
رأيت البحر يقترب من قريتنا
والموج يلوح لي أن تعالى واركب
تنصلت من خوف أمي
ومن دموع أمي
“أبدلت كل شيئ بعيون “ماريا
“ولأجل عيون “ماريا
حرقت
واحترقت
“في “لمبادوزا
“رأيت “عيسى” يعانق “موسى
“و”يعقوب” يمسك بيد “محمد
ويقطعان الأنهج سيرا على الأقدام
يبادلون الجماهير التحايا
على أنغام الموسيقى
هرعت مهرولا
لكن “هراوة ظل الإلاه” وقفت في وجهي
” وكنت أبغي الإرتماء في أحضان “محمد
.لأروي له ما جرى ” بالسقيفة” دقائق بعد وفاته