فيس وتويتر

حسام السيي يكتب :حين ينهزم الجدل قبل أن يبدأ: التراشق المصري–السعودي على إكس

في الأيام الأخيرة، تحوّلت منصة “إكس” إلى ساحة مصارعة كلامية بين اللجان المصرية ونظيرتها السعودية. المشهد باختصار؟ السعوديون بيضربوا بالبيانات، والمصريون بيردوا بالشعارات… والنتيجة محسومة قبل الجرس الأول.
الجانب المصري داخل المعركة وهو شايل شنطة فيها شوية هتافات محفوظة وكم إفيه قديم من أيام منتديات 2005. مفيش رقم، مفيش معلومة موثّقة، ومفيش حتى محاولة لترتيب الفكرة. كل ما يملكه الطرف المصري هو انفعال عالي الصوت، وكأن الجدل بيتقاس بالديسيبل مش بالمحتوى.
على الناحية التانية، السعوديون بيشتغلوا زي فريق كرة منظّم: بيانات، إحصائيات، معرفة بالتاريخ، وجرعة سخرية ذكية بتخليك تبتسم وانت بتنهزم. واضح جدًا إن في فرق تعليم وإعداد ثقافي بين الجانبين—فرق بيبان حتى في أبسط رد.
الطريف إنك تلاقي بعض الردود المصرية مستعيرة أسلوب مذيعي التوك شو، وخصوصًا المدرسة “الأحمد موسوية” الشهيرة: خلي صوتك عالي، افتح كاميرا موبايلك، وقول أي حاجة عشان نكسب بالانطباع. المشكلة إن “إكس” مش برنامج مباشر على قناة، الجمهور هنا مش محبوس معاك في الريموت، بيقدر يقارن ويقلب على حساب تاني في ثانية.
الموضوع مش معركة وطنية ولا صراع نفوذ، دي مواجهة بقت تكشف حاجة أعمق: الفجوة المعرفية. مصر، بتاريخها وثقلها، ما ينفعش تفضل طرف بيكسب بـ”الهيصة” ويخسر بالمنطق. لأن في عصر المنصات، الرأي العام ما بيتشكلش بالصوت العالي، بل بالكلمة الدقيقة.
لو المعركة دي لها فائدة، فهي إنها جرس إنذار. إحنا محتاجين نرجع نستثمر في العقل قبل الميكروفون، وفي المعلومة قبل الإفيه. وإلا… هيفضل المشهد كما هو: طرف بيكتب التاريخ، وطرف بيكتبه غلط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى