كتاب وشعراء

دوّامة الوجود….بقلم:مها السحمراني

تنفلت ومضة
من خصر الريح
فتتبعها دوائر لا نهائية
تتمايل
كأن الزمن يختبر توازنه
على خيوط من
صوت لا يُسمع
تفتح الألوان شرفاتها
فتنهمر الحكايات
من طيّات المسافة
كل التفاف سر
وكل انحناءة
رجع ذاكرة قديمة
لا شيء يُمسك
كل التفاصيل
ماء يتشكّل حسب النبض
كأن المكان
يتنفس عبر ظل راقص
هناك
في محيط لا اسم له
يدور السؤال
هل للغياب نغمة
وهل يمكن للفراغ
أن يكتب قصيدة
يحدث كل شيء
دون أن يُقال
كأن الحضور
خيال يلوّح
من عمق لا يُرى
وهناك
حين يهمس الضوء
بما لا يُقال
تنساب الحركة
كنداء خفي
كأن الزمن ينسى
عقاربه
ويصغي للتيه
في خطوات مدوّرة
لا أثر يُترك
فكل انعطافة
تُمحى بعد وهج
ولا بداية تُذكر
فالنهاية تشبه المولد
في مدار لا يعرف السكون
النسيج المخملي
لا يُلمس
إنه خيط من وهم نابض
يكتب بلغة لا تنتمي للحروف
ويروي مشهد لا يُعاد
تلتف الدائرة على ذاتها
ثم تفتح كجناح
كأنها تسأل
هل الرقص ولادة
أم احتراق
هل الصمت
هُدنة أم جواب
وكلما انطلقت النغمة
عادت أعمق
لا تُقال
ولا تُعاد
بل تُحس فقط
كما يُحس الضوء
حين يمر من شق
ضيّق في الروح
وهنا تبدأ الرحلة
تعود الدوامة إلى بدايتها
حيث لا نهاية ولا بداية
حيث الوجود
هو الرقص الأبدي
والصمت
لغة العشق الخالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى