يدي،….بقلم بسام المسعودي

انسلّت من جسدي كما تنسلّ الروح من ثوبها الأخير،
تمشي في هواءٍ يشفّ حتى عن ظلاله،
تجرّ غيمةً مقطوعة من سفرٍ مجهول،
تلويحةٌ لم تكمل طقسها،
تكسّرت في منتصف النية،
فانفرطت أصابعي على الأرض
كأوراقٍ تبحث عن شجرتها في الغيب.
قلبي،
بهيمةٌ من نورٍ مقيّد،
يركض في فلاة الغياب،
يطارد ماءً لا يسيل إلا في سرٍّ لا يُقال،
ويعود، كلما عاد،
محمّلاً بجرس الرحيل،
حتى صار النبضُ آخرَ حارسٍ لمعناه.
أيّامي،
جرارُ طينٍ علّقها القدر في سقف الروح،
تفوح منها رائحة الحكايات التي أُغلقت قبل اكتمالها،
وفي ممرات الذاكرة
يحفر الانتظارُ آياته على جدار الليل،
كفأرٍ يعرف أن العتمة إرثه،
وكزاهدٍ يعرف أن الصبر هو شكل آخر للحب.
وأنا،
على حافة المساء،
أرى الشمس تطوي ظلّها كما يطوي المريد سجادة الوجد،
وأوقن أن الغياب صلاةٌ ضلّت طريق العودة،
وأن المقاعد الفارغة ليست فراغًا،
بل أولياءُ الهواء،
ينصتون لتسابيح الذكريات وهي تدور على بلاط الغياب
كما تدور الكواكب حول بيتٍ
لا يعرف أحدٌ أين بابه.