فيس وتويتر

رشاد حامد يكتب :أيديولوجيا دينية متطرفة

تصريحات نتنياهو الأخيرة التي تزعم “مهمة تاريخية وروحية” ليست سوى قناع رقيق لأيديولوجيا “إسرائيل الكبرى” التوسعية المتطرفة، التي تَطْمَح من النيل إلى الفرات.
هذا الخطاب يُختزل كليًّا إلى مشروع استيطاني توسعي طويل الأمد. إنه يشرعن الاستيلاء على الأراضي ويُحوِّل الاحتلال إلى “واجب تاريخي” مقدس، ليس خيارًا سياسيًّا قابلًا للنقاش.
سيناء، حلقة الربط بين الايديولوجيا المتطرفة والتنفيذ على الأرض، عبر فخ “التهجير الإنساني” أو “إعادة التوطين المؤقت” من غزة.
معبر رفح بلا ضوابط هو مفتاح التنفيذ
– المطالبات بفتح معبر رفح فورًا ودون ترتيبات أمنية مع مصر ليست سوى فخٌّ خطيرٌ مُغَلَّفٌ بشعارات إنسانية:
1. استهداف مباشر لأمن مصر: خلق احتكاكات مع المدنيين لتشويه صورتها كـ”معرقِل للإغاثة”، وتقويض موقفها الدبلوماسي.
2. تهديد أمن سيناء: تمكين تسلل عناصر مسلحة غير مراقَبة، لخلق مبرر لتدخلات أمنية دولية أو إسرائيلية لاحقة.
3. التطبيع الخفي للتهجير: تحويل المعبر إلى بوابة لـ”نزوح مُدَبَّر” يُؤسس لمخيمات “مؤقتة” تتحول – بتمويل خارجي مشبوه – إلى كيانات دائمة داخل الأراضي المصرية.
دروس الماضي: الممرات الإنسانية كأدوات تفكيك
– كوسوفو (1999): تدفق اللاجئين استُخدِم ذريعةً لـتفكيك صربيا تحت شعار “استحالة الحل السياسي”، وانتهى بفصل الإقليم.
– الكونغو (1994): المخيمات “الإنسانية” للاجئين الروانديين تحولت إلى قواعد عسكرية أشعلت حربًا إقليمية دمَّرت وسط إفريقيا.
– الخيط المشترك: “الممرات الإنسانية المؤقتة” هي أدوية مسمومة تُستخدَم لفرض حقائق جيوسياسية دائمة ومدمِّرة.
أي فوضى على معبر رفح ستُستخدَم بنفس الآلية القاتلة:
– خلق أزمة إنسانية ضخمة، وضغط دولي جائر على مصر، وتجنيد العملاء لتزييف الوعي الشعبي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وارسال مسيرات انسانية، وتظاهرات ضد مصر في مختلف بلاد العالم.
كل ذلك من اجل دفع مصر لفتح المعبر بلا ضوابط، وبالتالي يحدث تدفق سكاني الى سيناء، ثم إنشاء مخيمات “مؤقتة”.
– النتيجة الحتمية: تحوُّل “الاستضافة المؤقتة” المزعومة إلى واقع دائم يُغيِّر الخريطة الديمجرافية والسياسية لسيناء، تحقيقًا لحلم “إسرائيل الكبرى” الذي بشَّر به نتنياهو.
الخلاصة:
– تشبث مصر بشرط الترتيبات الأمنية لفتح المعبر ليس ترفًا، بل خط دفاع أول ضد مشروع التهجير.
– تصريحات نتنياهو تعكس خطة مُحكمة تستغل الأزمات الإنسانية كأدوات تنفيذ.
– مواجهة هذا السيناريو الكارثي تتطلب أكثر من الرفض المبدئي:
– حزم أمني لا هوادة فيه على الحدود.
– بدائل إنسانية ذكية تُفشل حجة الضغط (مثل تعزيز دور المعابر الأخرى وآليات التنسيق الفعَّالة).
– دبلوماسية هجومية نشطة لكشف الأجندة الخفية وفضح أدوات الضغط الإعلامية والدبلوماسية.
– توثيق واستباق أي محاولة لاستنساخ سيناريوهات كوسوفو والكونغو على أرض سيناء.
– الهدف واضح: إفشال محاولة تحويل الفوضى الإنسانية المُفتعلة إلى سلاح لإعادة رسم خريطة المنطقة، والدفاع عن سيادة مصر وأرضها بلا تردد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى