ما دوّنته الضفاف……بقلم خالد جمال

عجلوا وكم عطشوا وأنتَ سَتشربُ
متوحمٌ ماءٌ بنحركَ يُصلبُ
أوثانُهم صُلِبت بعينيك التي
تلكَ المشانقُ في دماكَ تُعذبُ
فستوطنَ الأعصارُ في اعماقِهم
ذُبِحت رياحٌ والعواصفُ تُغلَبُ
ما بينَ رأسِكَ والإلهُ ملائكٌ
عيناكَ كم ذرفت حجيجاً تَسكبُ
وحزامهُ العباسُ كانَ كواكباً
طافت وهذا الطفُّ أصبحَ يلهبُ
بدمائِكَ الآياتُ تصبغُ وجههَا
سورٌ فشابت والكتابُ مخضبُ
رُفِعت بلا عمدٍ وأنتَ عمودُها
كادت وما سقطت ونوركَ مركبُ
السيفُ ألثغُ في سجالِ رماحهِ
والسهمُ دوّنَ في دماكَ ويكتبُ
لا ملحَ في هذا الفراتِ وزادهِ
كم خانَ عشرتَهُ متى يتأدبُ
وسنابكُ الأنهارِ داست صدرَكم
صَهِلت جروفٌ والخيولُ سَتخطبُ
الموجُ سيفٌ والظلامُ رماحُهُ
طُعنِت نجومٌ والأهلّةُ تَنحبُ
وحوافرُ التاريخِ داست أسطراً
ونقاطُها هجمت فأينَ المهربُ
موجٌ تعالى في نياطِ طفوفهِ
تسري بأثداءِ السيوفِ وتَحلبُ
متيممٌ نهرٌ بدمكم امتطى
كلّ الجروفِ إذ السيولُ سَتطربُ
ذرفت فعيناكَ الخيولَ توضأت
كلُّ الكواكبِ من دمائِك تُنسبُ
نزفت جراحُكَ كم مجراتٍ جرت
وخليجُ نحرِكَ أنجمٌ أم كوكبُ
وسيوفُكم صارت بهم كثوقبِها
امتصّت جيوشاً والظلامُ ليهربُ
وعوالمٌ غرقت بطفِّكَ تنتخي
فليركبوا موجَ الظلامِ ليُرعَبُ
إذ رأسُكَ التأويلُ لا متشابهاً
هم يَتبعونَ ظلالَهُ يازينبُ
خُنِقت رئاتُ الماءِ ثمّ تنفست
غرقى وفي رئةِ الطفوفِ تعرِّبُ
الماءُ محتضرٌ وفي سكراتهِ
أبدى الندامةَ لم يتب بل يكذبُ
وحوافرُ الأمواتِ داست ساعةً
هَرِبت عصورٌ والطفوفُ سَتضرِبُ
النارُ تركضُ والفراتُ سيلهثُ
كم طاردتهم لعنةٌ كم تَرهبُ
فُقِأت عيونُ الماءِ حينَ نظرتَهُ
فرّت ضفافٌ والطفوفُ تُعقّبُ
كم طاردت هذا الفراتَ سواحلٌ
كم رقيةٍ قرأت عليه ويَنضبُ .