من أبجديات الخلاص …..بقلم روضة بوسليمي / تونس

هل من أحد يتقبّلني ؟ وظلمة كظلّي ترافقني -؟!
ماذا لو فقدت نعمة البكاء …!!؟
ماذا لو لم يستسلم جسدي المنهك إلى
الانهيار ؟!
أحتاج الحديث إلى الآخرين طويلا .
مع أنّ لا شيء يستحقّ أن أتحدّث عنه ، وقد أدركت – ذات صفاء –
أنّ الاستماع إلى موسيقى صاخبة في ركني الصّغير أكثر إمتاعا .
سادتي
إيّاكم أن تظنّوا أنّكم تعرفونني إن تحدّثت إليكم …!
وبدوت متفائلة رغم كلّ شيء ،
ورغم تكاثر الخسارات
يا سادتي
إن لم تنبت لكم مخالب
فلا تظنّوا أنفسكم أخيارا ..
إن أردتم أن تكونوا طيّبين
لا تخبروا الآخرين.
إن بلغتم الحكمة ولم تجدوا رفقة
لا تحزنوا ولا تغرقوا في الشّقاء .
سادتي
كلّ الأشياء في الحياة عابرة
وإن جرت على نحو سيّء ..
لا تنزعجوا ، لا تقلقوا ..
لن يكون ذلك أبديّا
لكم أن تعتزلوا النّاس ما شاء لكم
كي تشبّوا أقوياء …
وإن كانت الوحدة قاسية
فجحيم الأقنعة لا يطاق ..
سادتي
من أبجديات الخلاص ؛ أن لا نتلوّث بأدران القبح يوما
وإن عجزنا على هزمه
فلنتعفّف ولا ننهك أنفسنا طويلا .