كتاب وشعراء

من القلب تبدأ الطرق …. بقلم مها السحمراني

تتفتح الخطى على جسرٍ من ندى
وتكتب الريح سري
بألوانٍ خرجت من رحم الحلم
كل بالونة حكاية
كانت معلقة في سقف القلب
والفراشات رسل الضوء
تنقر الذاكرة بأجنحة من نسيان
الماء لا يعرف كيف يعانق
لكنه يعبر
مثل غيمة تخاف أن تبكي
والشجر يقف على رؤوس أصابعه
كي لا يوقظ صخب الماضي
كل لون في البستان
صوت
صرخة صغيرة من طفلة
أخفت وجعها خلف الضحك
كل تموج
اعتراف غير منطوق
بأن الفرح لا يأتي سهلاً دائمًا
الشعر
ذاكرة الرياح
لا يتبع قوانين الجاذبية
ولا يخضع للفهم
إنه يشير فقط
ثم يختفي
الجسر لا يوصل إلى أحد
الضفة الأخرى داخل العين
العبور
مجرد عذر
لنكمل الحلم
قبل أن ينتهي الضوء
والفراغ؟
هو فقط مساحة
كي نفتح ذراعينا
ونتظاهر أننا نطير
والأرض تحت الخطى
تتمايل كأنها سُكرت من الألوان
تحاول أن تسرق ظلّ الحنين
لكن الظل عصيّ
مثل فكرة لم تُولد
أو حنينٍ لا يملك عنوانًا
الأصوات في داخلي
ليست أصواتًا
بل ارتجافات نايٍ
عزف وحده
ثم نسي من أين بدأ
لا أحد في المشهد
لكن الكل كان هناك
الضوء يصفّق
الغيوم تكتب ملاحظات نقدية
والزمن متأخر كعادته
يحضر دائمًا بعد أن ينتهي العرض
لا أسأل عن اسم المكان
ولا أحتاج خريطة
فالطريق مرسوم في طرف الرداء
والذاكرة تحفظ الاتجاهات
حين تكون الخطوة الأولى
هي قلبك
فمن القلب تبدأ الطرق
وإليه تعود كل الحكايات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى