كتاب وشعراء
غُرَباءٌ/للشاعرة السورية سيدة سمعان

غرباءٌ…
انتزعوا من ليلها الحُلْم،
وتركوا في مآقيها سُهاد القرون.
حزينةٌ…
تهب صمتها للسماء كقرابين الرجاء،
ونحنُ لا نسألها…
خشية أن نوقظ في قلبها رماد السؤال.
أشجارُها كُفِّنت بالسواد،
والياسمينُ عند عتباتها وُشِحَ بالدّماء،
عصافيرُها جائعة،
تستظل بخوفٍ من ظلال الأشجار،
وصيفُها عاقرٌ،
والربيعُ قُتِل في مهد الزهر.
سنابلُها تُحصد بمناجل الريح،
والأملُ الذي نزرعه على أكتاف الشمس
تغتاله بغتةً حرائقُ الفصول.
نسمع صراخ الزيتون في حقولٍ ذابلة،
ونكفكف دموع الغار والليمون،
والشمسُ تنام على سريرٍ من دخان،
تحلم بفجرٍ يغسل وجهها من أكوام الغبار،
ويكسر نظارتها السوداء،
ويعيد للسماء ألوانها المسروقة.
فجرٌ ينسج من نسماته وشاحًا من حرير،
ويحمل على راحتيه رغيفًا بعطر الياسمين،
يقدّمه للمتعبين،
كلَّ صباحٍ…
كهديةِ حياةٍ لم تزل تؤمن بالحب……Sayida..