كتاب وشعراء

من أنا….بقلم لؤي عبدالجليل الشميري

من أنا

وليد الأمس، حبيس اليوم، أخشى الغد، قلبي جريحُ حربٍ قد هزَّت كيانه، أسأل عن ذاتي فلا أجد في وطني جواب، أذني تضج بأنين الثكالى، وقلبي يتأوه بكل دمعة يتيم قد سلب الحرب حق طفولته، أيامي دهماء سوداء كَلَيل طويل أسدل ردائه ليغطينا في الليل والإصباح، وإن أشرقت السماء ما زال الليل يستشري في وطني.
من أنا؟
الحرب قدري، والحصار عدوي، أسأل عن نفسي في الأزقة والطرقات، لكن لا مجيب؟ تجيبني دمعات حارة من أم قد قُتل قرة عينها، وعرق جبين شخص قد أهلكته الحياة ليرضي قرر عينه، أكرر سؤالي في الحدائق والمنتزهات، لكن كذلك لا مجيب، أجد بسمة بلا لون، وضحكة بلا حياة، نحاول الحياة رغم الدمار، نربت على أكتافنا رغم الحصار.
بحثت كثيرًا فلم أجدني إلا بين أطلال الحروب، وجدت أحلامي قد قصفتها الحرب لكنها ما زالت تنبض من تحت الأنقاض، عثرت على آمالي قد حكم عليها بالقصاص لكن ما زال روحها يراودني كل يوم، وجدت نفسي القديمة وبسمتي البريئة تحت أعمدة قد تهالكت، وقد نبت الربيع عليها بسقاء دموع الأبرياء.
قلبي الحزين مع كل أنين يزداد حزنًا، وفؤادي المكلوم مع كل دمع يزداد تأوهًا، أما روحي فتحتضر مع وطني كل يوم.
وطني أصبح لا يُعرف إلا بالحزن والدمار، وطني حُكِم عليه بالقيود والحصار، وطني حُرِّمت عليه الراحة والاستقرار، وطني من حقه الحياة لكنها لا تأتيه إلا بالجد والإصرار.

وطني يئن ويلملم شتاته، والحِمام قد استشرى على السلام وقتل حمامه.

لكن ستبقى حبي الدائم ما دام “الإيمان يمان والحكمة يمانية”
ستبقى قضيتي وأرضي ما دام ” نبض قلبي يمنيًا”
ستبقى أنت أصلي وكلي وأجمعي ما دام “الفقه يمانيًا”

وسيبقى نبض قلبي يمنيًا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيًا

*دمع الزمان*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى