د. فيروز الولي تكتب :دور السفير محمد آل جابر في تغييب الواقع اليمني وفساد “الثمانية”

تعيش اليمن منذ أكثر من عقد أزمة سياسية وإنسانية معقدة، كان من نتائجها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء، والذي تقف السعودية، ممثلة بسفيرها محمد آل جابر، خلف تشكيله ودعمه. هذا المقال يستعرض أبعاد الفساد والهدر المالي المرتبط بـ”الثمانية”، ودور السفير في تغييب الحقائق السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني.
1. خلفية تشكيل “الثمانية” ودور السفير آل جابر
في أبريل 2022، تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بدعم سعودي إماراتي، في خطوة هدفت إلى استبدال الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، لكن المجلس أثار جدلًا واسعًا في اليمن بسبب اعتماده على المحاصصة وتداخل المصالح بين أعضائه. السفير محمد آل جابر كان حلقة الوصل الأساسية بين السعودية وهذا المجلس، حيث أشرف على التنسيق والتعيينات التي طالتهم، ورافقه انتقاد لغياب رقابة فعالة على أداء أعضائه.
2. مظاهر الفساد والهدر المالي
2.1 رواتب ومخصصات غير مبررة
وفقًا لتقارير منشورة، يحصل أعضاء المجلس على مخصصات شهرية كبيرة تبلغ مليار وسبعمائة وخمسين مليون ريال يمني شهريًا، بالإضافة إلى رواتب بالدولار، وهو مبلغ يفوق بكثير ما يحصل عليه كثير من المسؤولين في اليمن، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.
2.2 فساد في الإنفاق على الإعاشة والمشاريع
تم تسجيل حالات فساد صادمة مثل دفع ملايين الدولارات لفواتير طعام ووجبات فاخرة لمسؤولين في عدن، دون ربط واضح بخدمات فعلية للمواطنين.
كما وثّقت مصادر تنفيذ مشاريع إعمار بمبالغ ضخمة لم تؤتِ ثمارها، مثل ترميم 60 بيتًا في عدن الذي لم يتجاوز فيه التنفيذ تغيير الواجهات بتكلفة أقل بكثير مما تم تخصيصه.
2.3 اختلاسات في الدبلوماسية اليمنية
تظهر تقارير الهيئة المركزية للرقابة والمحاسبة حالات تزوير وتحويل أموال ضخمة خارج القنوات الرسمية في السفارات والقنصليات اليمنية، منها قنصلية جدة والسفارة في مصر، حيث تم كشف اختلاس ملايين الريالات.
3. دور السفير محمد آل جابر: بين الدعم السياسي والتغييب الإعلامي
يرى كثير من المراقبين أن السفير محمد آل جابر يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم محاسبة الفاسدين من أعضاء “الثمانية”، ويدفع باتجاه إبقائهم في مواقعهم رغم الفشل الإداري والفساد، مقابل الحفاظ على نفوذ سعودي في المشهد اليمني.
كما أنه يعمد إلى تغطية هذه الملفات في الإعلام الرسمي، بتقديم صورة مزيفة عن الإنجازات السعودية في اليمن، مثل مشاريع الإعمار التي لم تتجاوز غالبًا الواجهات والشكل الخارجي.
4. الأثر على الشعب اليمني
بينما تنفق أموال ضخمة على المجلس ومشاريعه، يعاني الشعب اليمني من انهيار اقتصادي حاد، عملة منهارة، انعدام الخدمات الأساسية، وارتفاع مستويات الفقر والجوع. يغيب صوت المواطن في صنع القرار، وتُدار السياسة اليمنية في الغالب من فنادق الرياض، بعيدًا عن الواقع المؤلم على الأرض.
المصادر:
تقرير الهيئة المركزية للرقابة والمحاسبة (حالات فساد في السفارات والقنصليات)
تقارير مركز المخا للدراسات الاستراتيجية (فشل المجلس في إدارة الاقتصاد والفساد)
بيانات البنك المركزي اليمني بعدن (تحويل الإيرادات الحكومية خارج الحسابات الرسمية)
تقارير وتحليلات من Yemen Monitor و مركز السناوي (فضائح مشاريع الكهرباء والإعاشة)
تقارير وتقارير مسربة عن مشاريع الإعمار السعودية (ترميم المنازل ومطار عدن)
تقارير منشورة عبر مواقع إخبارية يمنية وأدلة من مصادر صحفية مثل أخبار اليوم والخبر اليمني
لمقام #خادم_الحرمين_الشريفين وسمو #ولي_العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-