رؤي ومقالات

محمد نجم يكتب :الكرة فى ملعب «الإعلاميين» !

رحم الله الكاتب صلاح عيسى، حيث كان دائمًا ما يحسم مناقشتنا فى نقابة الصحفيين حول بعض القضايا، بمقولة: إن ما صرح به رئيس الدولة هو منطوق رئاسى.. واجب التنفيذ..
فما بالنا.. أن «توجيهات» الرئيس الأخيرة بشأن الإعلام المصرى لم تكن فى تصريح عابر، وإنما جاءت بعد اجتماع رسمى اُستدِعى له رؤساء الهيئات الإعلامية الثلاث، وبحضور رئيس مجلس الوزراء.
لم يصدر الرئيس قرارات أو تكليفات، وإنما استمع جيدًا ثم تحدث معبرًا عن بعض الملاحظات على الأوضاع القائمة، موجهًا بالعلاج، مثل عودة من استبعدوا، والاعتماد على الشباب المؤهل والاستعانة بأهل الخبرة.
والآن.. وإذا كان «أهل مكة أدرى بشعابها» فالكرة فى ملعب جميع العاملين بقطاع الإعلام المصرى – مؤسسات وأفراد – للقيام بواجباتهم والتوافق نحو خطة الإصلاح والتطوير وعلاج المشاكل القائمة.
وأعتقد – إذا كان لى أن أدلو بدلوى – أن خطة الإصلاح يجب أن تتم على ثلاث محاور: التأهيل والتدريب للأفراد مهنيا وإداريا، وإصلاح «التراكمات» من الديون المستحقة لكل من التأمينات والضرائب وشركات الكهرباء، ثم إسناد الأمر لأهله، من المهنيين والكفاءات الإدارية.
ومن حُسن الحظ – فى مجال الصحافة – أن لدينا مقومات تساعد على سرعة إنجاز المطلوب، أولا.. شباب متحمس ومؤهل علميًا، وحصول العديد منهم على دورات تدريبية متخصصة، نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة، ونقابة الصحفيين، والمطلوب تطعيم المؤسسات القائمة بهؤلاء الشباب لإعادة ضخ دماء جديدة فى شرايين المهنة.
وثانيًا: وهو ما يتعلق بالإصلاح الإدارى والمالى، فأعتقد أن العديد من المؤسسات الصحفية القومية تمكنت من سداد ما عليها من مديونيات تجارية للبنوك أو الأفراد، وتسدد حاليا بعض المديونيات الحكومية، مثل الضرائب وغيرها.
وتبقى مديونية «التأمينات» ومشكلتها أنها تؤثر على عمليات الطبع والتوزيع، حيث جميع سيارات النقل غير مرخصة بسبب تلك المديونية، ويمكن أن تحل بتوجيه رئاسى وقانون عاجل يصدر لهذا الغرض.
ومن حُسن الحظ أن رئيس الهيئة الحالى المهندس عبد الصادق الشوربجى على علم بالمطلوب، وكان أول المبادرين فى سداد ديون مؤسسته روزاليوسف للبنوك والموردين، ثم تابع بعد توليه مسئولية الهيئة ما قامت به دار المعارف، ودار الهلال، ودار التحرير فى هذا المجال.
والمعنى أن الهيئة والمؤسسات قطعت شوطا كبيرا فى مجال الإصلاح المالى والإدارى.. ولم يتبقى سوى مشكلة التأمينات، وأعتقد أنها قابلة للحل.
مرة أخرى.. الكرة فى ملعب المعنيين بالأمر، وأعتقد أن الحكومة لن تمانع فى الإصلاح، والقيادة السياسية تتابع وتنتظر تسجيل الأهداف.
وبالتوفيق والسداد.. والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى