
قلقٌ وأحزانٌ
وأرضٌ كلما نضجت جلود شبابها،
قالوا لهم:
ذوقوا عذاب النار دومًا، واصبروا
فالموت حتمًا لا يزول.
والأمهاتُ
على الأرائكِ
نادبات الحلم
في ثوبٍ عتيقٍ لا يطولُ
والماءُ
أقربُ للجحيمِ من الندى،
والعيشُ
في زمن الوصاية والعمالة والخرابِ
هو الخجولُ.
الوقتُ
نافذةٌ مغلقةُ النبوءاتِ
العتيقةِ حين لا تفتح سواكَ
على ظلالٍ
في السنابل والحقولُ.
العمرُ
موجٌ كلما عبرَ الخيالُ
تكسّرَ التعبيرُ وانطفأتْ رؤىً
كانت تُقاومُ كلّ أسباب الغياب
وأصبحت وهماً
يفسره الخيال
ولا يقولُ.
من أي نايٍ جئتَ؟
يا وجعَ الجهاتِ
وفيك ترتجف الحكاياتُ الكثار
ومنك تنهدُ العقولُ.
في كلِّ ثانية
تُطلُّ على الخرابِ قصيدةٌ
تُخفي دموعَ الأرضِ
في وجعِ الحروفِ،
تقولُ لي:
هل كنتَ تعلمُ
أنّ مَن سكنوا الترابَ
همُ السؤالُ،
همُ الجوابُ المستحيلُ؟
ومتاهةٌ في الليلِ
تطرق ضلعيَ المكسورَ،
تعرفُ كيفَ تصرخ في دمي
كنْ أي شيء
في انتظارِ العائدين
ولا تميلُ.
******
هي لم تكنْ
إلا يقينَ الفجرِ في وجهي
ووجهي لم يكن
غير اشتعالَ الحلمِ
لكنّي هويتُ
ولم أزلْ
أبكي سكوني
في احتمالاتِ الزوالِ..
أنا الغريبُ
إذا حضنتُ الريحَ
ترتدُّ الدروبَ على الخُطى،
وأنا القريبُ
من احتراقِ العاشقينَ،
الباحثين عن الحقيقة
في فصولِ اللافصولِ.
وأنا أنا من أين.. ؟!
لا أدري
رمادِ الطين فوق أناملي
لغةُ
وقلبي حين تدمع
شفرة الحطاب
تبكي الانفصالَ عن الأُصولِ.
أمضي
كأني آخرُ الناجينَ
من طوفانِ هذا الوقت
أو ظلٌّ
تجمعَ في ملامحِ صوتِها
رعدًا يمرُّ كأنهُ
حلمٌ
يبشرُ بالسكينةِ
عند ميلاد الرسولِ.
لا شيء يُوقظها
سوى نَفَسِ الغياب،
إذا تنفّسَ في مرايا الريح
أغنيةً من الأسرارِ،
أو همسًا
يراودُها عن المعنى،
فتُصغي للعويلِ.
لا شيء يُشبهها،
سوى ظل
تسللَ من حنينِ الضوءِ
في فجرٍ
توضّأَ بالنخيلِ،
يمشي كطيفٍ
كان يعرفها
ويعلم أن خطوتها
صلاةٌ
في رحاب المستحيلِ.
هي لا تنام
على سرير الحرف
إلا كي تفسر
ما وراءَ الصمت من معنى…
وترفع من حنين اللحظة الأولى،
ومن ترنيمة الأشواق
مأذنة
تنادي كل من مروا
على لغة الغمام
إلى الهدى
حي على الصب العليل.