رؤي ومقالات

أنس دنقل يكتب :الله والانسان !!

العلوم الانسانية القاطرة الحقيقية لتقدم الاوطان.. عندما نقرا تطور المجتمعات سواء في الشرق او الغرب نلاحظ الاتي :
اولا العصور القديمة :
عصور القوة الغاشمة.. من يمتلك القوة يفرض منطقه وعقيدته علي المحكومين الي حين ظهور قوة اخري رادعة بديلة تفرض منطقها واسلوب حياتها ومعبودها علي الاخرين ..
مثال :
الحضارة الفرعونية في مواجهة بيزنطة او الرومان واحيانا الفارسية وهكذا..
( عندما غزا الاسكندر المقدوني مصر رسم كهنة طيبة صورته علي جدران معابدهم باعتباره ابن الاله امون!!)
ثانيا العصور الوسطي :
يمكن ان نحددها بمطلع ظهور الاديان السماوية..كانت الديانات عموما بمثابة ثورات اجتماعية للفئات المستضعفة ضد القوي المهيمنة.. انتشار الاديان بين تلك الفئات بما يمثلوه من اغلبية مطلقة في مجتمعاتها لفت انتباه القوي المتسلطة القديمة الي اهمية الالتفاف حول مبادئ الاديان وتسخيرها وامتطائها كوسيلة مثلي لركوب البسطاء باسم الرب وتوجيههم لمايخدم مصالحهم !!
الوسيلة:
خلق طبقة كهنوت جديدة قابلة للامتطاء والارتشاء باساليب البيع والشراء..
بالنسبة للمسلمين ظهر في بين صفوفهم من يقول:
“الصلاة خلف علي افضل لكن طعام ابو سفيان اجمل واجمل!!”
فقهاء السلطان..تواجد هذه الطائفة ترتب عليه اغلاق باب الاجتهاد الابما يخدم توجهات صاحب السلطان!!
( امير المؤمنين عمر بن الخطاب اجتهد مع وجود النص فيما يتعلق بمسألة الصدقات..نصيب المؤلفة قلوبهم..اوقف حد السرقة عام الرمادة..
العكس تماما زمن الخليفة العباسي المأمون..عندما قرب المعتزلة سجن واضطهد ائمة السنة والعكس صحيح عندما ابتعد عن فكر المعتزلة !! التفكير الديني خادم مخلص لكرسي السلطة!!)
بالنسبة للمسيحية:
توارت صورة المسيح المخلص حامل اكليل الشوك.. الهائم في البرية..حواريه البسطاء الطيبين الي الكنيسة الجديدة ذات الهياكل والصلبان الذهبية والازياء البراقة المرتبطة بالقيصر ليتحقق حكم الملك والكنيسة مابينهما محاكم التفتيش تفصل راس وجسد الخارج عن سلطانهما !!
في الاسلام:
اختفت صورة المسجد النبوي البسيط المسقوف بجذوع النخيل حيث يجتمع بصحابته.. جلوسا علي الارض لايرتفع مجلسه عن سواه..يحلب شاته..يرتق نعله ..يحمل اشيائه..لايتقدمهم في المسير.. يتدبرون امور دينهم ودنياهم بينهم..فيسألون: اهو الوحي ام انه الرأي والمشورة ؟؟
سنوات قليلة:
عقب ظهور المسيحية يصبح الرومان اعدي اعداء المسيحية..مضطهدي المسيحيين وقاتليهم هم المتحدثين باسم الكنيسة والرب..حاملي الصليب في صورته الجديدة !!
سنوات قليلة :
عقب انتقال رسول الله صلي الله عليه وسلم يصبح اشد اعداءالدعوة..الامويين ومن والاهم من قتلة احفاد النبي امراء للمؤمنين..المتحدثين الرسميين باسم الرب !!
ان اكثر سنوات الحكم باسم الله هي اكثر سنوات العداء للدين بمعناه الحقيقي البسيط السمح..اديان الفقراء البسطاء لكلا الطرفين المسيحي والمسلم !!
العصور الوسطي عصور ظلام.. تحالف السلطة الزمانية مع اتباعهم من رجال السلطة الدينية !!
عصر الحاكم الفرد يتحدث باسم مشيئة الله وهو منها براء..يلصق كل اكاذيبه باسم الرب وكلماته !!
(سيدنا الامام علي عندما التقي بجيش معاوية رفع جيش معاوية المصاحف طالبين الاحتكام الي القران..رفض الامام وهو من هو مفتاح مدينة العلم وبابها قائلا : انما القران حمال اوجه..عندما دعي الي الاحتكام الي شريعة الله رد: انما هي كلمة حق يراد بها باطل)
ثالثا العصر الحديث:
بدا في اوروبا بعصر النهضة في الفنون والاداب والثورة الصناعية ..اكتشاف البخار..ظهور الراسمالية كمرحلة ضرورية في التطور الانساني للمجتمعات..ظهور طائفة كبيرة من الفلاسفة والمفكرين ترتب علية ان لاقداسة لفرد..عصر الحريات..كل فرد يؤخذ منه ويرد عليه..كلمات الله مقدسة لكن تأويلها وتطبيقها اجتهاد بشري يترتب علي ذلك فصل الدين عن الدولة.
بدأ عصر النهضة في اوروبا بينما بقيت بلادنا حتي اليوم تعيش ظلمات العصور الوسطى تخضع لحكم الفرد او حكم رجال الدين والملالي اوكلاهما معا لتظل اوطاننا مزرعة ونهيبة لدول العالم المتقدم ومطية لهم !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى