الكلبُ أوفى من بني الإنسانِ …. شعر // باسل محمود أبو الشيخ // فلسطين

الكلبُ أوفى من بني الإنسانِ
ويصونُ ودَّ الصحبِ كلَّ زمانِ
أطعمه وانظر كيف يمسي تابعاً
لكَ، فهوَ لا ينسى يدَ الإحسانِ
ويهُزُّ حينَ يراك ـ شكراً -ذيله
ويقول: دام العــزُّ دون لسـانِ
أرأيـتَ كـلباً خان يوماً قومـه
وشرى*أخاه بأبخس الأثمانِ؟!
لا يعـرفــنَّ الغـــدرَ إلّا مَـن بـه
لــؤمٌ، وتحـســبُه مِن الخــلّانِ
وانظر إلى مَن حاز أنعمَ ربّــه
إذ راحَ ينكــرُ أنعــمَ الرحـمــنِ
إنَّ الوفاءَ لدى الكلاب خليقةٌ*
لا تجحـدُ المعـروفَ بالنُكــرانِ
أبيات شِــعــرٍ صغتها كنصيحةٍ
والنُصحُ عندي جوهرُ الإيمـــانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شرى:باع
*خليقة: طبيعة
أول أمس وفي أحد الأسواق الشعبية بمدينة غزة قابلتُ جاراً قديماً،وزميل معتقل كان معتقلاً معي في أحد السجون الإسرائيلية قبل فترة…صافحته وسألته عن أحواله ،وكان التعب الشديد واضحاً على ملامح وجهه وهيئته فتنهّد الرجل وقال بنبرة فيها الكثير من الحزن: الحمد لله على كل حال أخي أبا محمود ،وقلت له لقد سألت عنك فلاناً وفلاناً وهما شقيقاه وقد رأيتهما أكثر من مرّة يتاجران في السوق ،فردّ الرجل بعد تنهيدة أخرى: والله لم يبلغاني وما عدت أراهما منذ فترة طويلة وأنا الذي كما تعلم ربّيتهما ،وواصل: هذه الحرب أخي أبا محمود كشفت معادن الكثير من الناس ،فأومأتُ موافقاً وقلت:لقد صدقت وربي..لقد سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه على حقيقتها…
ودّعتُ الرجل على عجل خشية أن أرى دموعه التي كادت تتساقط من عينيه ومضيتُ متأثراً ممّا رأيت وسمعت..
وعليه كتبتُ أبياتي هذه….
باسل محمود أبو الشيخ