كتاب وشعراء

أيها الفجر المتشظّي /بقلم/ المبدعة / أليس ركاب / سوريا

أيها الفجر المتشظّي
لستَ ضوءاً،
بل كسراً في مرآة الخلود،
فتاتاً ينعكس في العيون كأنّه بداية،
وما هو إلا نهاية تتنكر بثوب الميلاد.
إنك طَعنَةٌ في خاصرة الغيب،
يتسرّب منها دمٌ لا يبرأ،
دمٌ يلطّخ كفّ الزمن
ثم يجفّ قبل أن يُمسَح.
أيها الغريب في عروقنا،
لسنا غرباء عن الأرض،
بل عن أنفسنا،
عن أصواتنا التي حُبست طويلاً
حتى صار الحرف أنيناً،
وصار الهواءُ سكّيناً نبتلعه في كل شهيق.
الغربة ليست مكاناً،
إنها مسافةٌ بيني وبيني،
حفرة في صدري
أصرخ فيها
فتعود الصرخة غريبةً عن صاحبها.
وفي كل فجْرٍ يتمزق،
يتكاثر موتٌ لا يُدفن،
وتتساقط من الروح شظايا
كأنها زجاجٌ يجرح الذاكرة،
لكنّ الذاكرة لا تنزف،
بل تضحك ضحكةً مشروخة
على أنقاضنا.

❤️‍🩹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى