كتاب وشعراء

انكسار المساء في صدر الهجر المقفر/بقلم/المبدعة/اكرام التميمي /الاردن

المساء ..
أي مساء هذا الذي يزعم أنه عودة ؟
أنه ليس سوى رماد يتنفس فوق جثة النهار .
غسقٌ يلعق أطراف الروح كما يلعق الجوع عظام الميت .
نافذة مغلقة على هواء يختنق في رئتي العابرين .

إنه ليس نهاية ولا بداية ..
بل فراغ يتكاثر حتى يصير له صدى .
وحزن يجر نفسه على رصيف بلا اتجاه .
كما لو ان الارض لفظت كل الطرق وبقيت فقط حُفر الانتظار .

الهجر .. أي هجر هذا ؟
أنه ليس فراقاً بل قلعٌ بطيء للجذور .
سلخ للروح عن جلدها .
تعليق القلب على أسلاك صدئة تتأرجح مع الريح .

هجر لا يقاس بالمسافات ..
بل بمدى الخراب الذي يسكن القلب كلما حاولت أن تنسى تعيدك الذكرات .
وبعدد الأصوات التي كانت تناديك .. وصارت الآن مجرد صدى غريباً .
كأنك تسمع نفسك من وراء مقبرة .

في كل انكسار للمساء
يتحطم باب لم تدخله قط ، لكنه يغلق خلفك إلى الأبد .
يذوب الأفق كحجر ملحٍ في دمعة .
وتتساقط الأرواح مثل مرايا مهشمة . تحاول أن تعكس وجهاً لم يعد موجودا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى