غير مصنف

تشقق الظل في مرآة الليل /بقـلـم / مرام النهـر/

الليل؟
أيّ ليلٍ هذا الذي نزعم أنّه غطاء؟

إنّه ليس سوى جرحٍ مفتوحٍ على اتساعه،
يبتلع الضوء كما لو كان خطيئة،
ويُهشّم ما تبقّى من أصواتنا في قاعٍ بلا نهاية،
كأنّ الصمت نفسه يختنقُ من ثِقَل الفراغ.

الغياب؟
أيّ غيابٍ هذا؟
ليس فقدًا ولا بُعدًا،
إنّه حبلٌ خفيّ يلتفّ حول أرواحنا،
يسحبها ببطءٍ نحو حافةٍ بلا أرض،
حيث لا ظلّ، ولا اسم، ولا فكرة
تنجو من سيل العدم.

هناك، في تلك المسافة الممزّقة بين النبض والوعي،
يتحوّل كلُّ شيءٍ إلى رماد،
رمادٌ لا يحمل دفء النار،
ولا حتى رائحة الاحتراق.

تتكسّر الوجوه في ذاكرة القلب،
وتتحوّل الأسماء إلى طنينٍ أجوف،
ثمّ نصحو أو نظنّ أنّنا نصحو

على جثث المعاني مبعثرةً في داخِلنا،
كأنّنا أحياءٌ بقدر ما نحن أموات.

وكلّما ظنّ الفجر أنّه يقترب،
ينكمش الضوء في ذاته،
ويبتلعنا الليلُ من جديد،
ليتركنا أسرى سؤالٍ يتيم:
هل كنّا حقًّا هنا،
أم أنّنا محضُ وهمٍ تردّد صداه في حنجرة العدم؟
الكاتبة: مرام النهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى