كتاب وشعراء

فِي القُدس …بقلم سعيد إبراهيم زعلوك

فِي القُدسِ،
تَضيءُ الشُّموعُ وُجوهَ الكَنائِس،
وتَرتَفِعُ الصَّلواتُ في المَساجِد،
والحَياةُ لا تَتَوَقَّفُ لَيلًا ونهارًا،
تَجري كَنَهرٍ طَليق.

في القُدسِ،
ضَحكَةُ صَغيرٍ تُزيِّنُ جَبهتَهُ كَفَجرٍ جَديد،
وأَملٌ يُزهِرُ في القُلوبِ كَبِذرةٍ تَشقُّ التُّراب،
فَتُعلِنُ أنَّ الغَدَ لِها.

فِي القُدسِ،
زَيتونُها شاهِدٌ،
وَليمونُها عَطرٌ خالِد،
وزَهرُ اللَّوزِ يُغنّي مَعَ الصَّبايا،
ويَرقُصُ مَعَ الشَّبابِ عِندَ الغُروب.

فِي القُدسِ،
تَتَمَنّى لَو أَنَّكَ شَاعِر،
لِتَخطَّ قَصيدَةً تَليقُ بِها،
تَتَمَنّى لَو أَنَّكَ فَنّان،
لِتَرسُمَ لَوحَتَها البَديعَة،
فَالقُدسُ أَجْمَلُ الأَفكار،
وأَعذَبُ الألحان.

القُدسُ…
أُغنِيَةٌ لا يَهزِمُها صَمت،
وَجَيشٌ مِنَ الجَمالِ لا يُقهَر،
عَربَةٌ عَتيقَةٌ مِن أَوَّلِ الزَّمان،
ما زالَت واقِفَةً عِندَ أَبوابِ الحُلم،
تُغَنّي لَها البَلابِل،
وتَغارُ مِنها الأَقمَار.

القُدسُ…
مَسرى الغِياب،
دَمعُ المُحِبِّ عِندَ الرَّحيل،
شَجَرٌ وارِفٌ لا يَنحَني،
لا يَعرِفُ النِّسيان.

القُدسُ…
أَجمَلُ الأقدار،
قَدرٌ لا يَشيخ،
ولا يَنهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى