• خَوَاء / بقلم / د. عبدالله عياصرة /الأردن

__
يَمُرُّ غِيابُكَ
كنسيمٍ يَختنِقُ بَينَ أصابِعي،
فيَترنَّحُ قَلبِي شَوقًا..
•
قَمَرُ اللَّيلِ يُهامِسُني،
يروي صَمْتَ صَدري حَنينًا لا يَنتهي،
والنُّجومُ تتصارعُ؛
لتنسِجَ ظِلَّكَ في رُوحِي،
فأغرَقُ أغرَقُ فِيكَ..
•
ليلةٌ صيفيَّةٌ تَفيضُ وَجدًا،
وتُزهِرُ وَجعًا،
دَمْعُ الشَّوقِ يَتندَّى على وَجْهِي،
وفي داخلي خَوَاءٌ مُمتلِئٌ
بكلِّ الكلماتِ الغائباتِ،
تَمُوجُ فِيَّ الذِّكرى بلا قَرارِ..
•
تَهُبُّ رِياحُ المَساءِ؛
ومُحالٌ -يا نَبضَ الخَاطِرِ-
أنْ تتوقَّفَ كلُّ الأشياءِ عَنْ ذِكرِك،
وما زالَتْ نَسائمُ طَيفِكَ
تَنثُرُ العِطرَ في أثَرِك..
•
مِنَ السَّماءِ تَتَساقطُ نَظْراتُكَ البَعيدة،
ويَفيضُ الحُلْمُ في صَدري،
حتى إذا ضَمَّني سُكونُ اللَّيل
أنشَدَني باسمِكَ الرَّنَّانِ،
وتاهَتْ في جَبينِكَ الفَسيحِ.. كلُّ اتِّجاهاتي
وأنْتَ؛ -وَحدَكَ وَحدَكَ مهما تواريْتَ-
وَجهُ الحقيقةِ..
•
إنَّه الخَوَاءُ،
بل هو الامتلاءُ
كقصيدةٍ بلا كلماتٍ،
تُشرِقُ في أعماقي..
بحُضُورِك!
__
• ليلةَ الجمعة: 29.8.2025