كتاب وشعراء

معمعة الغوغاء … بقلم الهادي المثلوثي

إذا طغت الثّرثرة واللّغو واحتدّ الجدلُ

يشتدّ العناد والتّعـنّت ويستفحل الدّجلُ

وفي معمعة الغوغاء قد يصعب الحلُّ

وتزداد الحوارات نكدًا إذا خيّم الجهلُ

وبفعل المهاترات يغيب الأفق والأملُ

ولا يتحمّل تفاهـة الكلام نزيه ومتعقّلُ

******

وبتأثير ذلك يكبر اليأس ويفـسد الفكرُ

فتحلّ الرّداءة والحماقة ويشتدّ التّهوّر

وتصير الصّراحة وقاحة ويعمّ التّجبّرُ

ويمسي التّطاول جرأة ويسود التّـنمّرُ

والأقوال تفقـد اللّباقة والحياء يتـقهقرُ

ويقلّ الوفاء والضّمير والعمل المـثمرُ

******

وتـنتشر المناوشة والرذالة والكبرياءُ

وتغـيب المحبّة واللّطف ويحلّ الجفاءُ

فمن أيـن تأتي المودّة والقلوب جدباءُ

وهل تصيب الأذهان وهي جدّ خرقاءُ

ولا تعتمد الإفـتراء فلن يفلح السّفهاءُ

واتّبـع الصّدق نهجا إنّه نجاة واهتداءُ

******

وكيفما صار الواقع لا تقبل بالتّشاؤمِ

ولا تسلّم بالفـشل وتفقد روح المقاومِ

واسع قويّ العزم فلا حياة بلا ملاحمِ

وما وجود نور العقل إلا لشدّ العزائمِ

ولا يفلح بشر عديم السعي والتراحم

وفاقد الأمل لا يجد سرّ الحلّ الملائمِ

******

فتراه متألّما وكـثير التّوهّم والمشاكلِ

وكأنّه محكوم برداءة الفعل والتّعاملِ

فيشقى ويتيه في المـتاعب والمهازلِ

ولا يصادف إلّا كثرة العلل والنوازلِ

فيصاب باليأس من العمل والتّواصلِ

ويعـتريه سوء التّدبير وخيبة التّفاعلِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى