” وكانت هناك “محمد صالح إلى رفاه صالح

محمد صالح 🌷💙🌷
إلى رفاه صالح ،
أختي .
وكانت هناك
على أول العمر أغنية للسلام
وأغنية للجمال ،
وكان لنا منزل ، ثم كانت لنا أمنيات
على قدر أحلامنا المشتهاة
وكانت لنا وردة زاهيه .
صورة لأختي ” رفاه صالح ” ، صورة لا تنسى تعود إلى أوائل السبعينيات من القرن الماضي بعد خروجنا من القرية إلى المدينة ، صورة عزيزة على ذاكرتي لأنها الصورة الحكاية ، الصورة القصيدة ، إنها صورة الصور وحكاية الحكايات وقصيدة القصائد بالنسبة لي ، وأنا إذ أستعيدها الآن ، فإنني أفعل ذلك تحية لأختي متمنياً لها المزيد من الإشراق أولا وتحية إلى الزمن الأول الذي شهد تفتحنا الأول على الحياة والجمال والأمل بمقدار ما كان شاهدا على الخطوة الأولى نحو العالم بحلاوته ومرارته .
كان مارسيل بروست يبحث من خلال رائعته ” البحث عن الزمن المفقود ” عن الزمن الذي راح ، هل يمكن عيشه مجددا وكيف ، أين يذهب الزمن ، أين تذهب الوجوه التي كانت هنا يوما وعرفناها وتذوقنا الحنان والحلوى والكلمات الطيبة من أصابعها ، أين يذهب الزمن الذي كان .
يد أختي قريبة من يدي وكذلك هو قلبي قريب من قلبها فهي جاءت بعدي ” على رأسي ” رفاه على رأس محمد ، هكذا كانوا يقولون في طفولتنا .وقتها لم أكن أعرف معنى العبارة ولكنني كنت أحبها ، وما زالت اختي على رأسي ونحن كبار الآن .
من زمان أحاول الكتابة لأختي دون أن أستطيع التقاط الخيط الأول ” إذ ليس سهلا أن تكتب عن المقام اذا كان قريبا ” أما الآن فإنني أمسك بأجمل خيط : الكتابة لها والعودة إلى منازل الخطوة الأولى ، اللعب الأول ، الكلمات الأولى ،الشموس الأولى والأقمار الأولى فوق بيتنا الذي كان وحوله .في الختام
سوف أردد ذلك المقطع من رسالة كتبها هاشم إلينا في نهاية السبعينيات :
اذكروني هناك واذكروني
هنا ،
وازرعوا بيننا
، مرة ، وردة ، مرة ،
منحنى .
حول بيتنا
يسهر الليل بعدنا
يشتهي أننا نلتقي كلنا .
اذكروني هناك
واذكروني هنا .