كتاب وشعراء

حوار من رواية أكتبها وتكتبني ….. بقلم // سناء شجاع // لبنان

حوار من رواية أكتبها وتكتبني

_ كم تبلغين من العمر، يا جميلة؟!
_ أظنّ تسعة عشر .
_ وهل العمر يحتملُ ظنًّا؟
_ حين يوضع بين معادلتين ، نعم .
_ وما هما ؟
_ الحساب واللاحساب .
_ لم أفهم .
_ المهم أني في التاسعة عشر .
_ متأكدة؟
_ شبه .
_ ولم …العشر ؟!
_ لأنها محطة ما قبل الوصول .
_ وكيف ذا ؟ هل من يصل إلى العشرين أو الثلاثين أو .. برأيك وصل إلى نهايات الأمور ؟!
_ الأمور تتجزأ . هي فصول . الفصل ينتهي في منتصف الشهر ،ليعلن ولادة فصلية أخرى. قد تشابه إلى حد التماثل، وقد تختلف إلى حد التّضاد . وأنا ، أحب هذه المحطة العمرية ..وتسمى إن كنت ضليعًا في علم العدد ” العدد المركب ” فالعقود لا تناسبني، ولا المفرد منه .
_ حوارك مرمّز .
_ وإن ، فالعمر مرمّز أيضًا .
_ وكيف ذا ؟
_ إن وضعت امامك لوحة لمشهد طبيعي أوراقه شاحبة، تعانق أرصفة المتساقطات ، وسماء تشوبها غيوم القلق ، ماذا ستطلق عليه؟
_ الخريف .
_ أرأيت ؟ الفصول مرمّزة . والعمر كالفصول ، وحوارنا شئته أن يبدأ ب ” كم تبلغين من العمر ؟”
_ إذًا ، لن تنزعجي إن بلغت الواحد والاربعين ، أو التاسع والخمسين .
_ قد .
_ ولمَ الانعطاف عن السياق ؟
_ لأن المطر سيلتحفني آنذاك .
_ المطر ؟!
_ نعم ، والريح الباردة ، والحطب المشتعل، والصقيع اللاجئ .
_ اللجوء حب .فهل تخشينه؟!
_ جدًا .
_ ولمَ؟
_ لأني ارفضه كلاجئ.

سناء شجاع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى