كتاب وشعراء

أيقونة الشهداء.. الشاعرتان: سعيدة جادور و ياسمين عبد السلام هرموش

إنّ أقلَّ ما يفرضه علينا الواجب ، نحن الكاتبات المسلمات ، أن نكون صوتا للحق، وحرفا للوفاء. ومن هذا المنطلق، توحّد قلمي وقلم الشاعرة المغربية في كتابة نصوصٍ لأيقونة الأمة ، لنُخلّد حضوره في وجدان الأمة ونصون ذكراه في ضمير التاريخ…

على حوافِّ الغياب
يتدلّى وجعُ الأمّة،
وتُشعلُ الدموعُ مصابيحها
في ممرّات الصمت،
لكنَّ صدى اسمك، يا أبا عبيدة،
يتردّدُ كالنشيد الذي لا يموت.
سواءٌ كنتَ حيّا أو ميتا،
فإنّك تسكنُ في أعماق الأغنيات،
في حنجرةِ الأذان،
وفي قلوبٍ تُكبِّرُ الله
على مرأى الجراح.
أنتَ الصامدُ في وجهِ الرّكام،
أنتَ القصيدةُ التي نزفتها الأرضُ
وارتفعتْ بها السماء،
أنتَ السِّرُّ المكنونُ في دمِ الشهداء،
تسري ملامحُك في كلِّ طفلٍ يتعلّم
أنَّ الكلمةَ أقوى من الرصاصة.
على وجهك بسمةٌ
لا تُطفئُها يدُ الغدر،
ورُوحُك ترسمُ لنا فجراً
يُضيءُ فوقَ جدارِ الحصار.
فلتحتفلْ بك الملائكة،
ولتظلَّ لنا أيقونةً
تُوقظُ الوعي
في زمنٍ من انكسار.

ياسمين عبد السلام هرموش
**************************
على سَطح
نَكسة أخرى
تنشُر أحزانها
الذّكرى
تحتضرُ تحت
سيلِ الأحداث
على إيقاع تكّات
ارتقاء الشّهداء
ونوتات لم تعزفها يدٌ
في زمن الانحطاط
في حَضرة عُيون
تكبّل الرُّؤية
في مَحاجرها
تَنظر ولا ترى…
ماذا تَغير من لحن قحطان؟
أنت المكبّل بالأغنيات
أنت الغارق في النّشيد
حتى قاع الغياب
هويّتي تُلازمني
تَلهو بها أصَابع الخَلف
في محَافل الكَرنفال
والشّهيد يتنفّس
مشَاهد الموت
على شَفتيه بسمة
تَرسم فَجرا..نصرا…
أكثَر قوّة من أيّ
جِهة غَادرة
فلتحفل بك الآخرة…

Saida Jaddour
@إشارة

**************************
اللوحة بريشة الصديق Nawaf Soliman

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى