فى حب رسول الله…بقلم د. مصطفي أمين

وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضِياءُ
وفمُ الزمانِ تَبَسُّمٌ وثناءُ
قد زُفَّ بشرىً في السماوات العُلى
وتجلّتِ الأنوارُ والأنداءُ
الكونُ أجمعُ خاشعٌ ومُسبّحٌ
والمسكُ في الأرواحِ كيفَ يشاءُ
يا سِيدَ الثقلينِ يا نورَ الدُجى
يا مَن بهِ تتزيّنُ العلياءُ
جاءَ السلامُ معَ الولادةِ باسماً
وتفجّرَتْ في دربِهِ الأضواءُ
طه، أيا خيرَ الأنامِ وسيدًا
صلّى عليكَ اللهُ ما الأنواءُ
طلعتْ على الدنيا فغيّرَ وجهَها
وارتدّ عنها الظُلمُ والإيذاءُ
ذكراكَ في القلبِ الحزينِ بلسمٌ
وسناكَ في ليلِ الحياةِ رجاءُ
يا مَن بعثتَ رحيمَ قلبٍ صادقٍ
ما زالَ يُحيي في الدُجى الضعفاءُ
تمشي على الأرْضِ الهُيونَ كأنّما
تمشي الرّياحُ وتخجلُ الجوزاءُ
صدَقَ الحديثَ، وأدّبَ الأصحابَ في
حُسنِ الخُلق، فهاهُنا العظماءُ
ما لانَ للمالِ الكثيرِ ولا غدا
إلّا بِما يُرضي بهِ الفقراءُ
قامَ اليتيمُ مقامَ أهلٍ راحمًا
وبه تَفاخَرَتِ الورى العصماءُ
وحملتَ حِلمًا لو وَزَنّا بعضَهُ
لرجَحَتِ الأوزانُ والأنباءُ
سلْ خيبرًا عن بأسِهِ في وقعةٍ
أم هل سمعتَ بسيفِهِ الخنساءُ؟
لكنّهُ عفوٌ يُجلّي سيفَهُ
ويقولُ: “اذهبْ، لا تُعادِ، سَماءُ”
يا خاتمَ الرسلِ الكرامِ، تحيةً
تزهو بها الأقلامُ والصلواتُ
صلى عليكَ اللهُ ما ناحتْ دُمى
وتلَتْ على سَمعِ الورى الآياتُ …