كتاب وشعراء

أُفسرُ بعضي.. شعر: خالد الخطيب

أُفسرُ بعضي

أُفسر بعضي ببعضكِ حيناً..
أفسر كل هدوء حروفي إذا ما ذكرتكِ..
إذا ما كتبتكِ
بنصٍ جميل..
تجمّل فيكِ..
ببعض القوافي
هنا في السطور

أفسر ذاك الجموح بقلبي..
وركضي إليكِ
وبحثي هناك
عني وعنكِ
أروح لنصكِ
وأجلس قربكِ
إذا ما شممت لكِ بعض عِطرٍ
يداوي الكسور

أفسر كل جنون نصوصي..
ببعض ابتسامة منكِ أتتني..
ببعض رسائل..
ببعض صور..
لكِ قد غزتني..
كعود بخور

لذا ما يُفسر..
قد لا يُفسر..
سوى أن بعضي..
ببعضكِ تاه..
ويسأل عني..
لِمَ لم تُفسر بعض الشرود..؟
وبعض الغروب..؟
وبعض انصهاري ببعض وجودٍ لكِ في الخيال..؟
هناك بخيمة
وبعض القصور

أفسر حلمي الذي فيكِ كان
يقدُّ قميصي
وينزع مني حلو الحروف
ويخبر أن رؤاي رسائل
تحكي حديثاً
ويحمل سر التعلّق فيكِ
وسر احتراقي
ببعضكِ حيناً
وبعض انغماسي ببحر عيونك
بحر البحور

فخيط نجاتي
الذي منكِ يأتي
ويمسك كفي
ليرسو بشطك
فينفض عنه غبار التمني
ليأتي حكيماً
يُفسر عتمي
وينثر فينا حلو الأغاني وحلو الكلام
وحلو الشعور

أفسر شعري المغمس حباً
بالأمنيات
بشعركِ ذاك ندي الحروف
حين احتضاني
وحين التسابق فوق الدفاتر
وحين الهروب من الحاشيات
وحين الوصول للقافيات
وبحراً نجوب
ومتن القصيد
يلملم بعضي
وبعض وصالٍ
يتمم حلمي
ونبضي المتيم
قبل انفجاره
وقبل التمادي حتى يثور

ليروي الحكاية بيني وبينك
ويُشهد غيمة
وقطر السماء
وغصناً ندياً
به ألف زهرة
ويقطر عطراً
ويحمل ما لم أقله حديثاً
من الحب فيكِ
ذاك المشاغب
ويشبه حيناً
شيخاً وقور

كأن لصوص صدر القصيد
تمادت بنثري
وألقت خوابي بعضي هناك
وألقت كؤوس الشراب المعتق
لتثمل حتى يجيء الصباح
ببعض الخمور

هنا في وريدي نهاية نصي
ليصبح قلبي
كمدمن خمرٍ
ويثمل جداً
بذكر المحابر
وذكر قيودك
وذكر احتباس الدموع بعينك
وذكر الخواتم
وتلك الطلاسم بين التجلي
وبين رحيل النجوم البعيدة
إلى قبل عمري
إلى ذكرياتٍ
بعمق العصور

ليصبح كل الرجاء مفسَّر
بأن رؤاي فيك حقيقة
وأجمل حلماً
وأحلى بلاءً
يرافق كل
دواوين شعري
وكل رواية
إلى أن نميل
بحضن القبور

✍️ خالد الخطيب
@إشارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى