كتاب وشعراء

مُجَرَّدُ يَوْمٍ عَابِرٍ…..بقلم أيمن النبراوي

مُجَرَّدُ يَوْمٍ عَابِرٍ
فِي السَّحَرِ
الْحَظُّ مِقْبَضُ بَابِ غُرْفَتِي
بِحَنُوٍّ… يَدُورُ
تَبْدُو إِشْرَعَةُ النُّورِ
تُهَدْهِدُنِي يَدُ الْحَنَانِ
تُوقِظُنِي بِابْتِسَامَةٍ
أَرَى أَلْفَ وَجْهٍ لِلْقَمَرِ عَلَى جَبِينِ أُمِّي
وَأَبِي يُغْلِي اللَّبَنَ… لِيَتَوَضَّأَ
أَخْلُدُ هُنِيهه… أُقِيمُ صَلَاةَ الرَّجَاءَاتِ
فَجْرًا
أَفْرُدُ يَدِي الْيُمْنَى عَلَى طُولِهَا
مُحَاوِلًا إِسْكَاتَ زَئِيرِ الْحَنِينِ
وَأَنْجَحُ… وَأَجْنَحُ لِلصَّمْتِ
أَغْفُو ثَانِيَةً… وَعُيُونُ الْوَصْلِ شَاخِصَةٌ
يَجْذِبُنِي طَيْفُهَا… لِأُصَلِّيَ
فِي الشُّرُوقِ
أَتَضَوَّرُ جُوعًا
أَفْتَحُ مُبَرِّدِي
أَلْقَى يَدًا مَبْتُورَةً
مُتَجَمِّدَة أَصَابع كَفِّهَا عَلَى حَفْنَةٍ مِنْ دَقِيقٍ وتراب
مِنْ بَقَايَا عُبْوَةٍ مَلْقَاةٍ
سَقَطَتْ مِنْ سَمَاءٍ
فِي حِبَالٍ مَجْدُولَةٍ مِنْ خَجَلٍ
أَسْهُو قَلِيلًا… يَرْكُلُنِي جُوعِي
أَعُدُّ وَجْبَةَ فَطُورٍ شَهِيَّةٍ
فِي الضُّحَى
أَنْشُدُ طُمَأْنِينَةً
أَمْسِكُ هَاتِفِي
أُدِيرُ قَنَاةَ اتِّصَالٍ تَلُوَ أُخْرَى
أَسْعَدُ بِوَصْلِهِمْ… وَأَئِنُّ مِنَ الشَّكْوَى
أُضِيفُهَا إِلَى دَفْتَرِ الْهُمُومِ
وَأُحَاوِلُ أَنْ أَهُزَّ إِلَيْهِمْ جِذْعَهَا
لِيَسْاقُطَ عَلَيْهِمْ أَمْنًا كُنْتُ أَنْشُدُهُ
فِي الظَّهِيرَةِ
زَمِيلَانِ فِي الْعَمَلِ يَحْتَدَّانِ
يَتَخَالَفَانِ عَلَى قَضِيَّةِ مَحْوِ هُوِيَّةٍ
كِلَاهُمَا مِنْ نَبْتِ نَفْسِ الْأَرْضِ
وَأَحْتَارُ أَنَا… مَنْ عَلَى صَوَابٍ؟
قَدْ تَاهَتِ الْمَعَايِيرُ… وَنَجَحُوا
فِي الْعَصْرِ
يَحْتَلُّنِي مَوْعِدُ الْخَامِسَةِ
لَا زِلْتُ أَحْفَظُ وَقْتَهُ مِثْلَمَا الْأَذَانِ
أَرْتَاحُ عَلَى صَدْرِ سَيِّدَةِ الْغِنَاءِ
وَأُدِيرُ… أَغْدًا أَلْقَاكَ
وَأَعْتَلِي ظَهْرَ الْحَنِينِ
قبل الْغُرُوبِ
أَطْهُو غَذَائِي
الْآنَ… عَلَيَّ أَنْ أُقَدِّمَ اعْتِذَارِي
لِكُلِّ أُمٍّ عَامِلَةٍ
الْآنَ فَقَطْ قَدَّرْتُ حَجْمَ التَّضْحِيَةِ
لَهُنَّ الْعُتْبَى…
فِي الْمَسَاءِ
أُطَالِعُ الْأَخْبَارَ
تَنْخَلِعُ رُوحِي مِنْ مَشَاهِدِ التَّجَبُّرِ وَالدِّمَاءِ
أَعُدُّ فِنْجَانًا مِنْ بُنٍّ يَمَنِيٍّ
أُهْرَول إِلَى صَفْحَةِ الدُّكْتُورِ
الْمَهْمُومِ بِإِنْسَانِيَّتِهِ
أَتَنَسَّمُ عَبِيرَ الرِّضَا وَالسَّلَامِ
مَوْلَانَا الدُّكْتُورُ الرِّضَىّ
شُكْرًا… لَا تَكْفِي
وَأَسْتَعْذِبُ شِعْرَ الشَّامِ
أَغُوصُ بِكُلِّي فِي مَعِيَّةِ الشِّعْرِ وعوالمه
وَرَسَائِلِ مَوْلَانَا ،…وَصَدِيقِي الْمُثَقَّفِ
قَبْلَ النَّوْمِ
أُرْتِلُ أَوْرَادِي فِي بَعْضٍ مِنَ الْوَصْلِ
أُتَابِعُ حَرَكَةَ النُّجُومِ
وَأَرَاهَا كُلَّهَا تَرْنُو إِلَى قَمَرِي
أُسّبِحُ مَعَهَا… مُوَحِّدًا
وَأَنْتَقِلُ… تَارِكًا أَثْقَالًا مُؤَجَّلَةً
عَلَى وِسَادَةِ الْحُلْمِ
وَبِدَايَةٍ جَدِيدَةٍ لِدَائِرَةِ التَّكْلِيفِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى