كتاب وشعراء
من رسائلها…..بقلم فاضل عباس

من رسائلها
قصب أنا
من قصبٍ أنا…
فلا تكسرِ النايَ فيَّ…
دَعْ في صدري متّسعًا لصوتِك،
يَشهقُ من بين ضلوعي كأنَّه آخرُ ما تبقّى من الموسيقى.
دعني أُرتّلُ أنفاسي…
كأنَّكَ اللحنُ الوحيدُ الذي لم أخنه.
أنا لا أُجيدُ القسوة،
ولا أعرفُ كيف أكونُ صمتًا،
أنا ابنةُ النواحِ الدافئ،
وابنةُ الترابِ الذي عرفَ الحبَّ
حين سمعَ وقعَ خطواتِك.
فلا تُغلِقني كعلبةِ أسرار،
ولا تُطفئني كمصباحِ خوف،
اتركني أُضيءُ حُزنَك…
أحملُه نغمةً نغمةً،
إلى أن يطمئنَّ النايُ
أنَّكَ سمعتَني…
أنا لستُ خشبًا يابسًا،
ولا صدىً عالقًا في الريح،
أنا نايُ أُمّي حين تنوح غيابِ أبي،
أنا رعشةُ طينٍ ارتجفَ حين مرَّ به ظلُّكَ.
فدعني،
دعني أُغنّيك،
حتى لو كنتَ صمتًا لا يُجاب،
حتى لو كان البُعدُ وطنًا،
وكنتُ أنا عاريةً من الجهات.
لا تكسِرني،
فالقصبُ يبكي
إن لم يجدْ مَن يسمعه.