كتاب وشعراء

وماذا بعد …بقلم محمد الزهرى

و ماذا بعد
أن اكتمل القمر
صار بدر
و اتسعت السماء بالأحداق
حتى ساد من جديد صمت
و لا شئ جديد يحدث
غير
كوني هنا وحيدا
أناجيك
أحتسي قهوتي بمذاق حلم
أحمل النسائم برسائل نبض
أختلي بذاكرتي
وحدي
أصنعك من جديد
هناك
في صورة ذلك البدر الذي يشبهك في الصمت
بكل يأس ينطق القلب
أحبك
فأنت تتيقنين كم هو مقدار ذلك الحب
تعلمين أن لا كلمات تحيط به في الوصف
أنه يستغرقني بكاملي
و لم يعد مني شئ
فكلي مدموغ بك
فماذا بعد
كل هذا الحب
و لا شئ غير وحدة لا تخلو منك
و أنت هناك بعيدا
تتذمرين على الوقت
تتراقصين على جراح لم تطيب
و تدندنين أغنيات من كلمات الآه و الأنين
و أنا لا شئ لديك
غير جرح بصدرك إعتاد الصراخ بالصمت
و ماذا بعد
لقاء لازال عالقا على أمنيات بوطن
و حلم لم يستيقظ من غفوته بعد
سحقا لي
فكم بعيدة يدي عن ذلك البدر
عاجز صوتي عن الوصول إليك
فكم وددت
لو أنني مرة أسمع الصوت
مرة ألمس يديك
مرة أشرب قهوتي محلاة بشفاه الورد
لو
كم مرة تلك الكلمة
فهى تفيد إمتناع جواب الشرط
فكم تمنيت
أن يخلو حديثي إليك من كلمة لو
و لكان كيف
و كل ما بيني و بينك بعيد موقوف على شرط
لذلك
بحق ذلك البدر
و بحق الآهة الصامتة الكامنة بالصدر
بحق كلمة أحبك
و بحق كل ما أكنه لك
سألتقيك
و لو كان بعد العمر بعمر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى