رؤي ومقالات

مريم نعمي تكتب :أفعّى تسكن البيت الأبيض

كما في كل مرة، ينجح الأفعى الذي يسكن البيت الأبيض في بث الأكاذيب وتضليل الرأي العام وخداع العالم بأسره.
دائمًا يصوّر نفسه على أنه “حمّامة سلام” وأنه الرجل الخارق القادر على كبح جنون إسرائيل، لكن في الحقيقة لا يستطيع ترامب أن يوقف جنون التعاظم الإسرائيلي. فمن الذي يعطي الأوامر ويتلقّاها؟ هل فعلاً ترامب هو المسيطر على زمام الأمور، أم أن الساحة اليوم مشرعة أمام نتنياهو ليفعل ما يريد؟

لقد نجح ترامب في خداع قيادات حماس أثناء تقديم خطة التفاوض على وقف إطلاق النار، بالطريقة نفسها التي تمّ فيها استهداف القيادات اليمنية أثناء اجتماعهم في مكان واحد. حيث صرّحت حدشوت:

“أرسل ترامب عرضًا مزيفًا بهدف جمع جميع قادة حماس.”
والنتيجة المذهلة أمامكم: اخترقت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء القطرية وانتهكت سيادتها، ليسجّل بذلك انتهاك جديد للقانون الدولي من قِبَل إسرائيل، ويبقى حبرًا على ورق.

ويبقى السؤال: هل كانت قطر على علم بالضربة الإسرائيلية بالتنسيق الأميركي؟
تشير بعض المصادر إلى أن قطر كانت على علم مسبق بالضربة، بينما تؤكّد مصادر أخرى أنها لم تكن على علم، إذ أبلغت المسؤولين عن انسحابها من الوساطة، معلنة أنها لا يمكن أن تعرض أمنها واقتصادها للخطر. لكن المشهد الواضح أمامنا أن أميركا وإسرائيل تتعاملان مع حلفائهما بالطريقة نفسها التي تتعاملان بها مع خصومهما، من أجل مصالحهما فقط.

إلى المراهنين على الوعود والضمانات الأميركية: انظروا وتعلّموا من تجربة أفغانستان، وتجربة حماس.
وإلى المطبّلين في لبنان والمدافعين عن إسرائيل وأميركا: تذكّروا أن قطر لم تفتح جبهة إسناد، وعلى أراضيها أكبر قاعدة جوية لأميركا، وقد قامت إسرائيل باستهداف قيادات حماس على الأراضي القطرية.

لقد قالها الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله: إن هذه القواعد هي خطر على الدول العربية وشعوبها أكثر من خطرها على أميركا وإسرائيل. على أمل أن يصحو العرب من ثباتهم الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى