كتاب وشعراء

مررت بدارها…بقلم عبد الخالق برغوط

مررتُ بدارها و شوقي دموع تُمطر
غياب السنين أعصره آهات و الألم
فما وجدتُ دارها حيث عيني تنظر
سوى خراب الدار و البقايا و الحُطم
و ما دلّني الحنين لغيرها حين أعبر
و ما نسيت ذكرياتنا ولحن النغم
فناي حزني غرامها سذاجة أذكر
و كل الغرام لاسمها و عينها و البسم
أعُدت بعد السنين غريبا هنا أقصر!؟
عن السلام للديار فما يفيدني الكلِم
هجرت؛ و عدت للديار أُعاني أجبر
جروح الغربة و الوحدة و آه السقم
فلا الحنين صابري و لا الدفى أشعر
فراق الديار جهالة و كثيرا من الندم
و يا حسرتي على محبة صرت أُخبِر
بها العارفين و الحاسدين و الخدم
مشاعري سِجال بين الخفوق و الحشا تُسكر
ملامتي لقلب راهبة تعبد الصنم
ديار حبيبتي خراب، تراب يتناثر
كما الرياح تدروه بأرض العجم
صبابة العيون ذكريات، كتابات… أنشر
و جمهوري… قهوتي، سيجارتي و غرفة التهم
خيانة، جفاء و ابتلاءات تنحر
مدابحي، مسارحي، مذكراتي و القلم
فعاشت مخيلتي باللقا تُسرُّ و تَجهَر
و ما لقاؤنا غير أمنيات تسكن العدم
عبثا هذا الهوى و المعلقات تقطر
قصائد المتيمين و الراحلات تنكث القسم
لَكَم تذيبني العذارى حينما أسكر
و كم جميل رقصها حافية القدم
و في الصباح يلومني شعرها المبعثر
على كتفي ندامة للعابرات و النغم
فما حاجتي بها محبة لو تشعر
لكن ضياعا بقربها يعوضني ذاك الاسم
مناعتي رغم السنين سماحة تنتصر
و ما انتصاري بغيابها و بصدري الوشم
مررت بدارها و دمعي فراق يقهر
فصول الحياة تناقض كالحقيقة و الحلم
ترى حبيبتي تزوجت!؟ حضنها اليوم يشعر
بدفء زوجها مودة و جرحي لم يلتئم
ترى حبيبتي تناست عهدنا ينكسر
لأجله الفؤاد و الرموش تقاطع الرحم
هجرتُ من دارها… لارض بلا مستقر
فلا مغازل تؤنسني و لا خدود تبتسم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى