فيس وتويتر

تيسير العبد يكتب :كل ما قامت وتقوم به قطر عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يصب لتحقيق اربعة أهداف

1. إعادتها إلى دور الوسيط بين إسرائيل وخمااش كأن شيئا لم يكن. وعدم إبعادها عنه باي شكل من الأشكال لما يمثل لها هذا الدور من أهمية إقليمية ودولية.
2. عدم قصفها مرة اخرى. أو منع قيام إسرائيل بتنفيذ اي عمليات امنية او عسكرية على اراضيها. خاصة باستهداف وفد خمااش.
3. استعادتها هيبتها وكرامتها الوطنية والعسكرية والسياسية التي أهدرت بعد القصف.
4. التأكيد على أهمية علاقتها بواشنطن. ومتانة هذا التحالف بينهما.
وهي اهداف تكمل بعضها لتمرير آثار الضربة الإسرائيلية دون اضرار سياسية ممكن ان تقع عليها.
إلى اي حد نجحت قطر في تحقيق هذه الأهداف؟.
الهدف الاول: لا يزال الاحتلال يرفض وساطتها بعد الضربة. ويرفض العودة إلى مسار التفاوض. رغم المؤشرات التي تحدث عنها الإعلام هذا المساء عن رغبة خمااش التي نقلها الوسطاء في العودة إلى المفاوضات.
في سبيل تحقيق هذا الهدف. تؤكد قطر في جميع تصريحاتها ولقاءاتها انها القلب الحنون الذي يخاف على الرهائن في غزة بينما حكومتهم اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو تحجر قلبها عليهم ولا تشعر بهم. خطاب قطر: نحن أحن على المختطفين من إسرائيل. ولذلك أعيدونا إلى الوساطة.
الهدف الثاني: الاحتلال يؤكد كل يوم عدة مرات انه لن يكون لاعضاء خمااش ملاذا آمنا في اي مكان استنادا إلى قانون صدر عن مجلس الامن عقب هجوم 11 سبتمبر.
وحتى اليوم اكد نتنياهو عندما سئل عن إعادة القصف. اجاب بنعم. اي سيعيد الضربة.
في البيان الختامي الذي صدر عن القمة اليوم. وضعوا بندا مستقلا يطالب إسرائيل بعدم قصف قطر مرة أخرى.
هذا دليل على ان المخاوف والاحتمالات لا تزال قائمة.
الهدف الثالث: في سبيل استعادة كرامتها التي اهدرت زار رئيس وزرائها القطري واشنطن لالتقاط الصور تعبيرا عن تضامن امريكا. وزير الخارجية الامريكي روبيو خيب آمال الدوحة اليوم حين عبر عن متانة التحالف مع إسرائيل. ورفض إدانة القصف الإسرائيلي على الدوحة. وسيقوم روبيو بزيارة قصيرة إلى قطر غد الثلاثاء بعد قضائه ثلاثة ايام في إسرائيل. وهي ستعد زيارة ارفع مسؤول امريكي يزور قطر بعد 8 ايام من قصف إسرائيل. ويعتبر روبيو آخر الزائرين.
سعت قطر اليوم إلى تنظيم تظاهرة عربية إسلامية في قمة تتضامن معها ضد إسرائيل. لم تتجاوز قرارات القمة حدود الإدانات والشجب ولم تتخذ اي إجراءات عملية او عسكرية.
الهدف الرابع: تحدثت كثيرا عن فشل قطر في هذا الاختبار. اختبار التحالف الامريكي القطري. عمل ترامب على مجاملة القطريين على مضض في تصريحات متناقضة ومتأخرة. بينما لم يدن الهجوم الإسرائيلي. ولم يعد بمنع إسرائيل من استهداف قادة خمااش على اراضيها مجددا. ولكن طالب إسرائيل باتخاذ المزيد من تدابير (الحذر) عند القصف مرة أخرى.
الخلاصة:
تقف قطر الآن على مفترق طرق يهدد مكانتها الإقليمية التي استندت عليها سنوات بعد ان قررت إسرائيل مهاجمة هذه المكانة مباشرة. عسكريا دون الاخذ بأي اعتبارات سياسية أودبلوماسية. وهو ما وضع قطر في موقف اختبار لم تسعفها سياساتها التي اعتمدت على امريكا لإنقاذها او تحقيق اي هدف من الاهداف الاربعة السابقة تحقيقا كاملا.
ربما تحتاج قطر مجددا التفكير بعمق في تغيير وجهتها وأهدافها الاستراتيجية بعد التجربة التي مرت بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى