تيسير عبد يكتب :ضمن حملة التضليل التي تقودها قطر

ضمن حملة التضليل التي تقودها قطر بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي للدوحة. وإهدار كرامتها. تسعى لإقناع الناس ان سبب نجاح الاحتلال في عملية القصف هو قصور (عسكري وتسليحي) وليس قصورا (سياسيا او تحالفيا) ولذلك روجت اليوم انها بصدد عقد اتفاقية عسكرية جديدة مع اشنطن ستسد بها هذا العجز والقصور.
بالطبع واشنطن ستكون سعيدة بهذه الاتفاقية لانها ستحلب المزيد من الاموال القطرية بدعوى تعزيز التعاون العسكري والامني. رغم معرفتها اكثر من غيرها ان هذه الاتفاقية لن تحمي قطر. وان هذه الاموال ستدفع من اجل ترويج الأكاذيب.
المتتبع لتاريخ الصفقات العسكرية والامنية بين واشنطن وقطر يخرج بشعور واحد. ان قطر عبارة عن ثكنة عسكرية امريكية. ولا تنقصها اي حماية عسكرية. وان ضرب إسرائيل لها كان بسبب سماح امريكي بذلك. او غدر امريكي بقطر.
ولنراجع على وجه السرعة تاريخ هذه الصفقات العسكرية. لنر إن كانت تحتاج المزيد منها؟.
1. العلاقات الدفاعية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أقوى الشراكات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، مبنية على تعاون عسكري يعود إلى التسعينيات. بدأت هذه العلاقة رسميًا باتفاقية تعاون دفاعي في عام 1992، التي سمحت بتوسيع التنسيق العسكري بين البلدين، وتطورت لتشمل قواعد عسكرية أمريكية في قطر، مثل قاعدة العديد الجوية، التي أصبحت أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة ومقر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).
ساهمت قطر بأكثر من 8 مليارات دولار في تطوير هذه القاعدة منذ عام 2003.
تشمل الاتفاقيات الدفاعية الرئيسية بين البلدين مجموعة من الاتفاقيات الثنائية التي تغطي التعاون العسكري، تبادل المعلومات، والدعم اللوجستي. هذه أهمها:
2. اتفاقية التعاون الدفاعي (Defense Cooperation Agreement – DCA): وقعت في عام 2014، وهي الإطار الرئيسي للشراكة العسكرية. تم تجديدها في يناير 2024 لمدة 10 سنوات إضافية (حتى 2034)، وتشمل السماح للقوات الأمريكية بالوصول إلى القواعد القطرية، التمارين المشتركة، والدعم اللوجستي. نص الاتفاقية سري جزئيًا، لكنه يركز على مواجهة التهديدات الإقليمية مثل الإرهاب والعدوان الخارجي. في مارس 2024، تم تعديلها لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل البيانات البيومترية.
3. اتفاقية أمن المعلومات العسكرية العامة (General Security of Military Information Agreement – GSOMIA): وقعت في 2012، وتسمح بتبادل المعلومات العسكرية الحساسة بأمان، مما يدعم العمليات المشتركة.
4. اتفاقية الشراء والخدمات المتبادلة (Acquisition and Cross-Servicing Agreement – ACSA): وقعت في 2013، وتتيح تبادل الإمدادات والخدمات اللوجستية بين القوات المسلحة للبلدين، مثل الوقود والصيانة.
5. اتفاقية التبادل والتعاون الأساسية للاستخبارات الجيوسياسية (Basic Exchange and Cooperation Agreement for Geospatial Intelligence – BECAG): وقعت في 2013، وتركز على مشاركة البيانات الجغرافية والاستخباراتية.
6. مذكرة التفاهم بشأن التوافق والأمن في الاتصالات (Communications Interoperability and Security Memorandum of Agreement – CISMOA): وقعت في 2016، وتضمن توافق أنظمة الاتصالات العسكرية بين الجانبين لتسهيل العمليات المشتركة.
7. اتفاقية التنفيذ البحري (Maritime Implementing Agreement): وقعت في 2020، وتعزز التعاون في الأمن البحري، بما في ذلك مكافحة القرصنة والتهريب في الخليج.
8. تشارك قطر في قوات المهام المشتركة البحرية (Combined Maritime Forces)، حيث تساهم في مهام مثل CTF-152 لأمن الخليج.
9. التطورات الحديثة (2024-2025)
شهدت العلاقات تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة مع التوترات الإقليمية:
في مايو 2025، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الدوحة، وقعت اتفاقيات دفاعية كبرى بقيمة تزيد عن 42 مليار دولار، تشمل شراء نظام الدفاع الصاروخي THAAD من لوكهيد مارتن (للتصدي للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار)، وطائرات MQ-9B بدون طيار من جنرال أتوميكس (بقيمة 2 مليار دولار)، وأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار FS-LIDS من رايثيون (بقيمة 1 مليار دولار). كما شملت خطاب نوايا لتعاون دفاعي يغطي الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والأنظمة غير المأهولة، بالإضافة إلى 38 مليار دولار استثمارات مستقبلية في الدفاع، بما في ذلك دعم قاعدة العديد.
هذه جزء من الاتفاقيات العسكرية والامنية بين الولايات المتحدة وقطر. والتي يسمح بالوصول إليها بخلاف الاتفاقيات السرية. فهل بعد كل هذا التعاون تحتاج قطر لعقد اتفاقيات جديدة؟ ام انها بحاجة لئلا يستخف الامريكيون بها حين تقع مفاضلة بينها وبين إسرائيل؟.