رؤي ومقالات

إبراهيم نوار يكتب :مبادئ إستراتيجية الردع الإسرائيلية الجديدة

تقوم إستراتيجية الردع الإسرائيلية على مبدأ رئيسي وهو التفوق العسكري النوعي الساحق ضد الدول العربية والدول المحيطة بها. ويضمن القانون الأمريكي تحقيق هذا التفوق في كل وقت، ولا يسمح بكسره منذ ولاية الرئيس الامريكي رونالد ريجان حتى الآن. ومن خلال هذا القانون تتحكم اسرائيل في تسليح الدول العربية بالسلاح الامريكي وأي سلاح تدخل في تصنيعه مكونات أمريكية.
لكن حرب الإبادة في غزة أضافت ثلاثة مبادئ جديدة إلى إستراتيجية الردع صاغها مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا على النحو التالي:
المبدأ الأول: لا خطوط حمر على الإطلاق ضد من تعتبرهم إسرائيل أعداءها، مهما كانت النتائج. وطبقا له فإن تجارب إسرائيل السابقة تثبت أن العمليات العسكرية تُساعد على رسم الخطوط الحمر، وتُشكّل في حد ذاتها رافعةً للتقدم نحو تحقيق الترتيبات السياسية. واستخلص بن شبات من ذلك نتيجة مفادها أن “الأمن من دون ترتيبات سياسية هو أفضل من ترتيبات سياسية بلا أمن”. وقال في أوائل الشهر الحالي: “يجب استحضار هذه الدروس، لاسيما قبل شهر سياسي حافل بالمبادرات والأفكار”.
المبدأ الثاني: حرية العمل العسكري، برا وبحرا وجوا، من دون قيود على الإطلاق مع التعاون التام مع القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط. وقد جرى لقاء في إسرائيل قبل العملية العسكرية في الدوحة بيومين بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، وقائد القيادة الوسطى الأمريكية الجديد الأدميرال براد كوبر، لمناقشة عدد من المسائل التكتيكية الخاصة بالوضع العسكري في الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في العراق وسوريا وجنوب لبنان، والوضع في حرب الإبادة في غزة.
المبدأ الثالث: هو أن اعتبارات الأمن العسكري لها الأولوية القصوى على الاعتبارات والترتيبات السياسية مهما كانت، وأنها هي الأساس، علما بأن الحقائق الأمنية الجديدة، التي تتطلع إسرائيل الى إقامتها على الأرض لم تكتمل بعد، بل إنها لا تزال في طور التشكل كما قال بن شبات، ما يعني أننا أمام موجة عسكرية مستمرة، إلى ما وراء غزة، وإلى ما وراء نهر الأردن، وإلى ما وراء الجولان.
وقد أوضح بن شبات مبادئ الاستراتيجية الجديدة في مقال أخير قائلا، إنه يجب على إسرائيل ألا تقايض مكاسب ملموسة بوعود سياسية فارغة (31 أغسطس)، وأضاف في مقاله، “لقد أقامت إنجازات إسرائيل المذهلة واقعا جديدا، لكنه لا يزال قيد التكوين. إن مناقشة الحاجة إلى “عمل سياسي” يُكمّل “العمل العسكري” أمر سابق لأوانه، إن محاولة اختصار الطريق من خلال ترتيبات مشكوك فيها، أو اتفاقيات سابقة لأوانها قد تكون مكلفة للغاية”.
وكان بن شبات أول من دعا إلى استهداف قيادات حماس في الخارج وتصفيتهم (6 يوليو). واعتبر أن تركهم على قيد الحياة (10 من الشهر الحالي) قد “أثار شكوكاً لدى بعض الأطراف حول تهديدات إسرائيل بشن حرب شاملة على حماس، وأعطى انطباعاً بأن بقاءهم في تركيا، أو قطر يضمن لهم الحصانة منها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى