كتاب وشعراء

سومريٌّ أنا…..بقلم فاضل عباس

سومريٌّ أنا،
أحمل الطين في كفِّي،
وفي الراحِ الأخرى أحجيةُ الخلق.
وأنتِ الفرات،
اليمشي على خرائط الروح،
واليغسل الوجعَ عن تماثيل الطين،
ويخبّئ المدنَ التي لم تُولَد بعد
في انحناءة موجتها.
أنا
أنا الابنُ الشرعيُّ لأغنيةٍ نُقشتْ على ألواحِ الصمت،
وأنتَ الرغبةُ الدائمةُ للماء
أن يصبحَ صلاةً.
لا فرق،
حين نلتقي،
تنهضُ أورُ من غفوتها،
وتفتحُ أبوابها للندماء.
سومريٌّ أنا،
مولودٌ من طينٍ كان يعرف أن يمشي،
وأن يغنّي وهو يُقتل،
وكان يكتب اسمي على الألواح
قبل أن يعرف اللغة.
وأنتِ الفرات،
لا ماءٌ فقط،
بل ذاكرةٌ تجري بين ساقي امرأةٍ تبحث عن ابنها،
وصوتٌ يشبه تراتيل النحيب،
حين تبكي النخلةُ ولا أحد يسمعها.
أنا الطين،
وأنت الموجةُ التي أيقظتْ شكلي
من غفوةِ اللامعنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى