فراج إسماعيل يكتب :قنبلة باكستان النووية في مواجهة إسرائيل

القلق الأمريكي الإسرائيلي من مشروع نووي إيراني قد ينتج قنبلة نووية.. بجد نفسه فجأة أمام قنبلة نووية باكستانية على مسافة أميال قليلة من “الكيان”.
كيف ستتعامل إدارة ترامب وحكومة نتنياهو المتطرفة مع هذا التطور الجديد؟.،
الخيارات قليلة أمام دول الخليج. اختارت قطر توثيق تعاونها الأمني مع حليفتها واشنطن التي شجعت حليفها الآخر (إسرائيل) على الاعتداء عليها.
السعودية ذهبت إلى دولة إسلامية نووية هي باكستان.
قال محللون إقليميون لشبكة CNN إن دول الخليج العربية مقيدة بخيارات محدودة قابلة للتطبيق.
أدى الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، إلى تفاقم مخاوف قادة الخليج الراسخة بشأن عدم التزام واشنطن بالدفاع عنهم، فضلًا عن مخاوفهم من تصرّف إسرائيل المتهوّر بجيشها في جميع أنحاء المنطقة.
ويُعتقد أن الرياض أبلغت واشنطن باتفاقية الدفاع الباكستانية بعد توقيعها حسب الفايننشيال تايمز.
وتحافظ الرياض على علاقات قوية مع الهند، منافس باكستان في جنوب آسيا، وهي أحد مورديها الرئيسيين للنفط.
تأتي الاتفاقية بعد أربعة أشهر من تبادل باكستان والهند الضربات الجوية والصاروخية والطائرات المسيرة في مايو الماضي التي دفعت القوتين النوويتين إلى شفا حرب شاملة.
كانت الرياض تأمل في إبرام اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون مع خطط واشنطن النووية، كجزء من صفقة كبرى كانت ستؤدي إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
بعد أن أجرت باكستان تجربتها النووية الأولى في عام 1998، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية عليها وعزلها دبلوماسياً، لجأت إلى حليفتها القديمة: المملكة العربية السعودية، طلباً للمساعدة.
طلب خالد محمود، سفير باكستان في الرياض آنذاك، عقد اجتماع عاجل مع الملك فهد بن عبد العزيز الذي اعترض على التجربة النووية، لكنه تعهد بدعم باكستان بقيمة 3.4 مليار دولار، وهي أموال ساعدت إسلام آباد على المضي قدمًا في تجربة نووية ثانية.
ساهمت تلك اللحظة في تشكيل دور باكستان، في نظر الكثيرين، كدرع نووي فعلي للمملكة. عندما وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك يوم الأربعاء الماضي، أشعل ذلك التحليلات مجددًا حول ما إذا كانت الرياض قد تندرج رسميًا تحت المظلة النووية لإسلام آباد وكيفية تعامل إسرائيل مع ذلك.. وهل تصبح الترسانة النووية الباكستانية في قلب استهدافها.
خيبة أمل في ترامب
في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في سبتمبر 2023، قال الأمير محمد بن سلمان إن الرياض قد تنقل “تسليحها من أمريكا إلى مكان آخر”.
عندما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، جددت السعودية آمالها فيه.
فرشت الرياض له السجادة الملكية الأرجوانية خلال أول رحلة دولية له في ولايته الثانية. لكن اتفاقية الدفاع التي سعت إليها الرياض لم تتحقق بعد.
تقول سي إن إن: خلال تلك الرحلة نفسها، تعهد ترامب علنًا بـ”حماية” قطر، بعد أن تعهدت دول الخليج بضخ تريليونات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، لم يمنع أول ضربة إيرانية مباشرة على الإطلاق على دولة خليجية، وفشل في منع أول ضربة إسرائيلية على الإطلاق على دولة خليجية – وكلاهما حدث في غضون أشهر على قطر.
اعتُبرت استضافة قطر لقاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، بمثابة رادع لدولة صغيرة لكنها ثرية للغاية، محاطة بمنافسين أكبر وأقوى، لم تستطع أبدًا أن تنافسهم في قوتهم العسكرية وطموحهم.
لكن هذا العام كشف عن حدود تلك الحماية – وبالتالي حدود حماية واشنطن ككل. أصبحت القاعدة عبئًا عندما استهدفتها إيران في يونيو، ردًا على ضربة أمريكية على منشآت نووية إيرانية. وفي هذا الشهر تحديدًا، أثبتت عدم فعاليتها في ردع ضربة إسرائيلية استهدفت ح م ا s في قطر، مما يشير إلى أنه على الرغم من ثقلها الاستراتيجي، فإن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج قد لا يكون الدرع الذي كان يُعتقد سابقًا.
لكن قطر لم تجد خيارا غير واشنطن. فيما يثير الخيار الباكستاني للسعودية التساؤلات حول قبول واشنطن اتفاقا عسكريا بين حليفتها الأكبر في الخليج (السعودية) وباكستان التي يعتمد تسليحها على 81% من الأسلحة الصينية.
كيف ستتحد الأسلحة الأمريكية التي تشكل كامل تسليح السعودية مع الأسلحة الصينية التي تتزود بها باكستان؟!.. كانت واردات باكستان من الأسلحة الأمريكية 36% عام 2006 انخفضت إلى صفر% عام 2024.