محمد عبد اللاه يكتب :حماية نووية للسعودية؟

ربما أن هناك مغزى خاصا لكلمة “الاستراتيجي” في عنوان الاتفاقية الأمنية الموقعة بين السعودية وباكستان أمس الأربعاء في الرياض، والتي أثار توقيعها اهتماما إقليميا ودوليا.
العنوان هو “اتفاق الدفاع المشترك الاستراتيجي” بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية.
الأغلب أن مغزى الكلمة في العنوان هو أن الاتفاق واسع النطاق أو شامل.
مع ذلك أشار أحد المصادر، في تغطية الصحافة العالمية للحدث، إلى أن الاتفاق يوفر حماية نووية باكستانية للسعودية لا توفرها الضمانات الأمنية الأمريكية السارية في العلاقات مع المملكة منذ عشرات السنين.
وإذا كان الاتفاق مثار دهشة بشكل عام في الولايات المتحدة فإنه مثار دهشة من نوع خاص هناك فيما يتعلق بهذه النقطة.
وتبقى بعد ذلك ملاحظات مهمة في هذا التطور:
1 ـ حرص الطرفان على التشديد على أن الاتفاق يأتي تتويجا لتعاون أمني استمر عشرات السنين بين البلدين، وأنه تبعا لذلك غير مرتبط بأي أحداث وقعت أخيرا في المنطقة.
لكن لا أحد تقريبا يصدق أن توقيع الاتفاق لم يكن ردا على الضربة الإسرائيلية لقطر التي هزت ثقة الخليج بالضمانات الأمنية الأمريكية لدوله، خاصة أن الهجوم الإسرائيلي على قطر كان الثاني بعد الهجوم الإيراني الذي تسبب فيه اشتراك واشنطن في حرب إسرائيل على إيران.
2 ـ ربما شعرت باكستان هي الأخرى بالحاجة إلى توقيع هذا الاتفاق مهما تكن عواقبه. وسبب ذلك أنها لم تستطع إلى اليوم تضمين علاقاتها العسكرية القوية مع الصين في اتفاق دفاعي.
3 ـ من بين عواقب الاتفاق بالنسبة للسعودية أنه يضعها في المواجهة مع الهند التي تربطها بالرياض علاقات قوية وواسعة.
فالاتفاق يقضي بأن أي عدوان على أحد طرفيه هو عدوان على الطرفين يتعين التصدي له منهما.
4 ـ من بين عواقب الاتفاق بالنسبة لباكستان أنه يضعها في المواجهة مع إيران جارتها التي ترتبط معها بعلاقات طيبة، والتي ما زالت في تنافس إقليمي مع السعودية يمكن أن يتطور يوما ما إلى حرب ساخنة.
5 ـ سيخضع تطبيق الاتفاق لمتابعة إقليمية ودولية لصيقة، خاصة فيما يتعلق باحتمال حصول السعودية على صواريخ باليستية باكستانية.
في كل الأحوال كان الاتفاق نتاج قرابة سنتين من الحرب التي شملت غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا وإيران وقطر.
هذه الحرب أوقعت المنطقة في اضطراب ستظهر له نتائج أخرى، بعضها خطير، في القريب.
(في الصورة: ارتياح ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف بعد التوقيع رسالة إلى من يهمهم الأمر في المنطقة وخارجها)