كتاب وشعراء

من ينثر الحبر في الطرقات….بقلم فاضل عباس

ليس كاتبًا مجهولًا ولا شاعرًا مهووسًا،
بل هو قلبي الذي ضاق بالغرف وبالأوراق،
فقرر أن يخرج إلى الشارع،
أن يسكب نزيفه على الأرصفة،
لعل العابر يقرأ أثره بين خطوةٍ وأخرى.
الحبر في الطرقات ليس خطأ،
بل قدر،
إنه دم اللغة
حين تعجز عن البقاء في العروق.
أحيانًا أرى المارة يتعثرون بحروفٍ نازفة من داخلي،
يلتفتون بحذر كأنهم دهسوا على وردة لم ينتبهوا لها.
أحيانًا يلتقط طفلٌ حرفًا ساقطًا،
يضعه في جيبه،
ويذهب ليرسم به قمرًا على جدار المدرسة.
وأحيانًا تمرّ امرأةٌ،
تشبهك إلى حدّ الفتنة،
فتقف عند بقعة حبر داكنة وتبتسم،
كأنها وجدت قلبها الضائع.
الحبر في الطرقات يا حبيبتي،
هو اعترافٌ متأخر بأنني لم أجد نافذةً غير يدي،
ولم أجد يدًا غيرك لتُغلقها.
فإذا مررتِ يومًا ورأيتِ الكتابة مبعثرة على الإسفلت،
لا تقولي:
“هنا كتب شاعرٌ غريب”،
بل قولي:
“هنا حاول أن يخبئني، لكنه لم يستطع”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى