إشراقة الكلمة…د.عادل السريحي

إشراقة الكلمة :
إن ما سمعته اليوم، وأنا أشارك نخبةً من الشباب الواعد في هذه المحافظة المثقلة بالمآسي والجراح، يبشّر بخير كثير. فهذا اللقاء ليس مجرّد توثيقٍ لِطَفرةٍ أدبيةٍ عابرة، بل هو إشراقةُ روحٍ ضالعـيّةٍ بريئة، مفعمةٌ بالإيمان العميق برسالة الكلمة، وبحتميّة كسر الجمود الرتيب، وإحياء الحياة في المشهد الثقافي.
ولعلّ أكثر ما شدّني وأثار إعجابي تلك النصائح المتينة، الغنيّة بتجربةٍ ناضجة، التي قدّمها الأستاذ محمد علي محسن. فهي لم تكن موجهةً للشباب والفتيات الصاعدين فحسب، بل بدت وكأنها كلمات تتخطى حدود الزمن كلّه. نعم، إن آفة الغرور لا تنسجم مع الأديب والمبدع، بل تقوِّض مسيرته الإبداعية وتطفئ نوره.
وقد أصاب حين أكّد أن المثقف الحقّ لا تحدّه الجغرافيا، ولا تقيّده العصبيات، بل ينتمي إلى الإنسانية في أوسع معانيها. فالنص الناضج يولد في فضاءاتٍ متحررةٍ من ضيق المكان والعصبية والقروية، ليكون في جوهره دعوةً إلى أن نتشارك الجمال، بعيدًا عن عتمة اللحظة وضيقها.
إن الكلمة ـ كما يراها محمد علي محسن ـ هي مصباحٌ في دربٍ طويل، ورفيقُ روحٍ تبحث عن المعنى، وتبني به مستقبلًا أجمل وأبهى.
كل التوفيق لأبناءنا وبناتنا في هذه المحافظة …
د. عادل السريحي