فيس وتويتر

السفير محمد مرسي يكتب : موجة الإعتراف بدولة فلسطين

وقد أعلنت عدة دول بالفعل اعترافها بدولة فلسطين منها فرنسا وبريطانيا صاحبة وعد بلفور وكندا واستراليا .. والطريق ممهد للمزيد من إعلانات الإعتراف خلال الأيام القليلة القادمة وقبل انتهاء اجتماعات سبتمبر السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة .
توجه طيب دون شك يأتي في إطار تصاعد التيار العالمي الرافض لممارسات إسرائ*يل ضد الشعب والأرض الفلسطينية .
وينشئ دون شك حقوقاً والتزامات علي الدول المعترفة تجاه دولة فلسطين .
ورغم ذلك تبقي هذه الإعترافات في دائرة الرمزية والضغوط الأدبية .. فلا هي أحدثت تغييراً حقيقياً علي أرض الواقع ، ولا يتوقع أن تحدث مثل هذا التغيير المنشود الذي يتطلع إليه الفلسطينيون وأحرار العالم .
فمازالت الأرض محتلة ومدمرة ومازال الشعب مطارد ومرحل ومهجر ومازالت السلطة غائبة .
أي أن كل مقومات الدولة غير متوفرة في الحالة الفلسطينية .. من أرض حرة بحدود معلومة ، ومن سكان يعيشون فيها بحرية وبعض أمان ، ومن نظام حكم وسلطة تدير وتتحكم في الأرض والموارد وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم .
بل أن الأمر يصبح أقسي وأمرّْ إذا تحدثنا عن سلطة احتلال غاصبة للأرض وللموارد وللإدارة . وحكومة متطرفة تتحدي إرادة المجتمع الدولي وتؤكد استحالة قيام دولة فلسطينية لا في الحاضر ولا في المستقبل .
وليتبقي السؤال الجوهري : هل تستطيع الدول المعترفة بفلسطين وتملك إرادة تغيير الواقع والإلتزام ببعض السياسات والقرارات التي من شأنها إجبار سلطة الإحتلال علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبحقوق شعبها ووقف القتل والحصار والتدمير والتشريد والتجويع والتهجير ؟
أم ستكتفي بهذا التعاطف والدعم الرمزي الأدبي .. ولنبقي دائرين في نفس الحلقة المفرغة ؟
وهل هناك فكر عربي أو توجه عربي لاستغلال هذا الزخم المتولد عن مظاهرات شباب وشيوخ العالم الداعمة للفلسطينيين وموجة الإعتراف الحالية بالدولة الفلسطينية ، من أجل خلق هذا الواقع المأمول ؟ .. أم سيبقي العرب كعادتهم في انتظار توجيهات العام سام ؟
الحقوق لا تمنح ولكن تنتزع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى