فيس وتويتر

تيسير عبد يكتب :حماس ونتنياهو والاعتراف بالدولة الفلسطينية:

ليس سرا ان نتنياهو كان يعلن بين الفينة والأخرى طوال ال 13 سنة التي سبقت حرب الإبادة. انه البطل الذي يعمل على إفشال قيام الدولة الفلسطينية. كان ينادي بالإسرائيليين من اراد إفشال قيام الدولة الفلسطينية فليتبعني ويصطف خلفي.
من اجل ذلك:
1. عزز الانقسام الفلسطيني وأطال امده وعمره.
2. امد خمااش في غزة بحقائب الاموال وعمل على تقويتها بمساعدة قطر. ومنحها التسهيلات والمساعدات.
3. تجاهل وجود 4 اسرى له في غزة منذ العام 2014. بينهم جنديان.
4. عمل على محاصرة السلطة الوطنية وإنهاكها وتدميرها. ومعاقبتها على كل قرار او مشاركة دولية تسعى منها إلى تعزيز مفهوم الدولة.
لم تقاوم خمااش رغبات نتنياهو الشريرة لتدمير قيام الدولة. واستبدلت مقاومته بطرح اهداف موازية مثلت بديلا عن مسار الدولة:
1. عقدت تفاهمات سرية غير مباشرة مع الاحتلال برعاية العمادي القطري.
2. اعتبرن الاموال والتسهيلات التي يقدمها الاحتلال لها (جزية) او هو مجبر عليها بدافع الخوف.
3. حشدت في اتجاه المقااومة المسلحة على اعتبار انها الطريق الأقصر والاسرع والانجح لقيام الدولة.
4. عدم التوافق الجدي مع السلطة الفلسطينية للتوحد وإنهاء الانقسام عبر عشرات جولات المصالحة في العديد من الدوال طوال 15 سنة.
في الحقيقة ان فكرة الدولة والاعتراف بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية أفكار لم تكن ترق لخمااش قبل حرب الإبادة. وعادة ما كانت كلمات الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة او المؤسسات الدولية تحظى بقدر كبير من السخرية والاستهزاء والاستخفاف عبر متحدثيها الرسميين ومنصاتها الإعلامية.
ومع ذلك. فإن خمااش اصدرت بيانا اليوم ترحب بمواقف الدول التي اعترفت بفلسطين.
اعتراف خمااش لسبب مهم جدا. وهو محاولة تأكيدها ان هذا الاعتراف هو احد نتائج هجوم السابع من اكتوبر فقط.
الرؤساء ورؤساء الوزراء الأوروبيون انفسهم الذين اعترفوا بفلسطين اليوم. اكدوا ان اعترافهم لا يعني جائزة لخمااش. رئيس الوزراء البريطاني كما ماكرون الفرنسي. اكدوا على ان خمااش لا تزال تصنف لديهم كمنظمة إرهابية وطالبوها بتسليم الحكم والسلطة للسلطة الفلسطينية. مع تسليم سلاحها.
وقال ماكرون انه لن يفتح سفارته في اراضي السلطة الوطنية قبل ان تسلم خمااش جميع المختطفين.
الاعتراف الاوروبي من الدول الاربعة يسير في خطين متوازيين مستندا على إعلان نيويورك الذي ايدته 142 دولة في العالم: الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع تفكيك خمااش وتسليم الحكم للسلطة الفلسطينية.
الاحتلال في حالة ارتباك حقيقي بعد موجة الاعترافات الاوروبية. لاول مرة تجد إسرائيل نفسها في مواجهة مباشرة مع الدول الاوروبية التي طالما دعمتها سياسيا وعسكريا. نتنياهو طلب تأجيل الرد الإسرئيلي إلى ما بعد عودته من نيويورك مطلع الشهر القادم. المتطرفون في حكومته ضربوا اخماسا في اسداس. وطالبوا بضم أراضي في الضفة الغربية ردا على الاعترافات. لكن الامر اصبح كرمال متحركة. كلما تقدمت اكثر. غرقت اكثر. ولولا قرارات فرض السيادة التي اصدرتها الحكومة المتطرفة من الكنيست لربما لما تحرك الاوروبيون.
كلمة اخيرة:
لا تزال خمااش قادرة على دعم قيام الدولة الفلسطينية دعما حقيقيا. بعد ان فاتها ذلك طوال سنوات عقد التفاهمات مع نتتياهو برعاية العمادي. لتكون ضمن النظام السياسي الفلسطيني الذي يحافظ على القرار الفلسطيني المستقل. بعيدا عن المحاور الإقليمية التي تمت تجربتها. وكانت نتيجتها الكارثة التي نعيشها.
لكن هذا يحتاج منها قرارات جريئة. فالطريق لا يزال طويلا يحتاج إخلاص وصدق. بعد ان ادركت قولا وفعلا ان المنبت. لا ارضا قطع. ولا ظهرا أبقى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى