مصطفي السعيد يكتب :الصين تتوعد إسرائيل بعد استفزاز الكنيست

اقترفت إسرائيل خطأ كبيرا باستفزاز الصين، عندما زار وفد من الكنيست تايوان برئاسة النائب بوعز توبوروفسكي ، والتقى برئيس تايوان، وأصدر الكنيست بيانا بتوقيع 72 عضوا يدعو إلى الإعتراف بتايوان ودمجها في المنظمات الأممية، وهو أكبر استفزاز يمكن أن يغضب الصين، التي لا يمكن أن تتهاون في استعادة جزيرتها “تايوان”، والتي تعترف الأمم المتحدة والأغلبية الساحقة من دول العالم بأنها جزء من الصين، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا، وصدرت تصريحات غاضبة من الصين، وصفت فيها الوفد الإسرائيلي وبيان الكنيست بأنه لعب بالنار، ويقود إلى الهاوية .. الحدث ليس بسيطا، بل خطير للغاية، وسيكون له تداعياته، فلماذا أقدمت إسرائيل بأغلبية نواب الكنيسيت على هذه الخطوة؟ غالبا لأن الصين بدأت في تزويد خصوم الكيان بأسلحة متطورة، تهدد التفوق الإسرائيلي الذي كان مضمونا دائما، لأن الغرب “الأمريكي والأوروبي” حرص دائما على أن تكون إسرائيل أقوى عسكريا من كل محيطها، لتبدأ الصين مؤخرا في إنتزاع التفوق في الإنتاج العسكري في عدة قطاعات رئيسية، وتفتح باب تصدير تلك الأسلحة المتطورة إلى دول مثل باكستان وإيران والجزائر ومصر ودول أخرى، بل تقول إسرائيل إن اليمن يستفيد من الصين في إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة. كما كان لخروج الصين من شرنقتها إلى الساحة الدولية تأثير متنامي على موازين القوى السياسية، وهو ما رأت فيه إسرائيل خطرا جديدا وقويا .. إلى أين ستقود تلك الأزمة، وهل تتراجع إسرائيل عن استفزاز الصين، أم أن خطوات أخرى في طريق اصطدام الكيان بالتنين الصيني؟