فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :هل تسطيع أمريكا إعادة غزو أفغانستان

أدهش الرئيس الأمريكي ترامب العالم بإعلانه أنه سيستعيد قاعدة باجرام شمال شرق كابول عاصمة أفغانستان، وأنه سيستخدمها ضد الصين، وهو ما يطرح السؤال عن قدرة أمريكا على إعادة غزو أفغانستان بعد أن فرت منها القوات الأمريكية قبل أربع سنوات، تاركة معدات وأسلحة بالمليارات، والمؤكد أن أمريكا أصبحت أكثر ضعفا، مقارنو بما كانت عليه عند غزو أفغانستان عام 2001، بينما أصبح الأفغان أكثر قوة بغنائم الأسلحة الأمريكية، وكذلك المتغيرات الإقليمية والدولية، فالصين وروسيا ستدعمان طالبان في مواجهة أي غزو، خاصة أن الصين تقيم مشروعات إقتصادية ضخمة في أفغانستان من طرق وسكك حديدية وتعدين وأسمنت وتحديث شبكات الري وخدمات صحية وغيرها، وكذلك تغير الوضع في باكستان بالإبتعاد عن أمريكا والتقارب مع الصين، وكذلك كانت روسيا أول من اعترفت بحكم طالبان، وهذا يعني أن الطريق إلى كابول مليئ بألغام شديدة الإنفجار في وجه ترامب، فلماذا وضع نفسه في هذا المأزق؟ من الصعب إيجاد إجابة عقلانية، وهنا تنطلق التخمينات بأنها أحد فرقعات ترامب الحمقاء، أو أنه يريد الضغط على الصين بعد فشل حملة الحرب التجارية معها، وكذلك تهديد كل من روسيا وإيران المجاورتان لأفغانستان، أو أنه يريد ابتزاز حكومة طالبان ليحصل على بعض موارد أفغانستان من المعادن، لكن المعروف أن أي تهديد مؤثر يجب أن يكون مترافقا مع القدرة على تنفيذه. أما إطلاق تهديدات رعناء فلن يحقق إلا الخيبة والمزيد من الإستخفاف والإهانية لترامب وأمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى