كتاب وشعراء

نعم الحرف ونعم القطاف…..بقلم -روضة بوسليمي /تونس

* نعم الحرف ونعم القطاف
مثلكَ؛
لا يسعه ضيق الخرائط
فيُبسَط له الكون على مقاس
خصر قصيدة
تفجّرت من كفّه مكتملة
لمثلكَ؛
يهب القلم نفسه
فيحنو الحرف على طفلة
مشرّعةٍ أبواب الخوف في صدرها
مشغولة بلعبة الانتظار
مثلكَ؛
يطيعه المداد
يشكّل منه فراغا هائلا
لملحمة تنضج على نار
وقودها الرّضع
مثلي ؛
يهلّل له أديم الأرض
أدسّ فيه وعدا
لا تخبر به يمناي يسراي
:” لن يجعل منّي وجعي
امرأة مالت إلى البكاء
فعشقها …!!
لمثلي؛
ينحني وجع أثقل من الغياب
يقاسمني الكون أحلامه
ويظلّلني عرش الحرف
فلا أتوه .
مثلي؛
تصاحبه أحلام بلغت الرّشد
نطرز معا سـِفرا في أصول الوجع
وأوصي ظهري بالاستقامة
مثلك؛
الصّدق منه فيه
الشّعر مرفؤه
البوصلة نديم
فلا تضلّه ريح
ولا تغرق قصائده
مثلي؛
يكتب ليضمّ زيتونة متعبة
ليثني عن غابة ترمي صدر اللّيل
برماحها الخضر ..!!
ويثبت أوتاد خيمة
شهدت بدء الحكاية
مثلكَ؛
يحيك قميصا لوطن
صدقٌ دمه
يرفع هامته
يستمسك بعروة الأعمدة
ويرفع سقفه
مثلي؛
يكتب لمن لم يعد يذكر من أمر
الحكاية شيئا
مع أنّه يعرف القبلة
والرّفّ
والحكاية
يكتب ،لينجوَ من صلاة مقطوعة
ونار لا تُؤمن ألسنتها
مثلنا ؛
تنزف حروفهم من بين شقوق الوقت
تبتلع شهقاتها
تتسلّل بين صراخ وجراح
يتحسّسون بين الأقنعة وجه الحقيقة
يكتبون لمن أقاموا في الذّاكرة
ولم ينتهوا
يطرقون أبوابا
ما كانوا يجرؤون على طرقها
الرّيح تصفّر
القلوب بلا مأوى
نعم القطاف ونعم الدّار
فؤاد وطن ما باع وشاحه
مثلي ؛
تنسلخ كالفجر من أثواب اللّيل
تلتحق بالسّفينة
تأخذ من البيان أزواجا
تُلبس الحرف فتنة
ترصّعه بذا المعنى وذا المعنى
صارت القصيدة لا تشبه غيري
——–

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى