محمد حماد يكتب :ترام ب 7 حروب أنهاها، ونتن ياهو 7 حروب شنها

ترامب يتحدث كذبًا عن سبعة حروب أنهاها، دون أن يذكر أسماءها أو سياقاتها، وكأن الحرب حدث إداري يُغلق بقرار رئاسي. ثم يتسول جائزة نوبل للسلام، لا بوصفها اعترافًا أخلاقيًا، بل كغنيمة شخصية.
المفارقة أن أول من رشّحه للجائزة كان نتنياهو نفسه، في لحظة بدا فيها أن إسرائيل تمنح شهادة حسن سلوك لمن خدم أجندتها، لا لمن خدم السلام العالمي.
في المقابل، نتنياهو يتحدث بهتانًا عن سبعة حروب يخوضها في آنٍ واحد، دون تحديد دقيق، وكأن إسرائيل تعيش في حالة طوارئ دائمة.
هذه الحروب تُستخدم لتبرير العدوان المستمر على غزة، وتغذية خطاب الخوف، وتكريس منطق القوة.
الحرب عند نتنياهو ليست أزمة يجب حلها، بل حالة يجب إدارتها وتوظيفها.
المفارقة المسرحية أن ترامب يطلب نوبل لأنه “أنهى” الحروب، ونتنياهو يرشّحه لأنه “خدم” مصالح إسرائيل.
كلاهما يوظف الرقم سبعة، وكأن السياسة أصبحت لعبة رمزية، لا واقعًا ملموسًا.
كلاهما يسحب مفردات الحرب والسلام إلى ميدان الاستعراض، لا إلى طاولة التفاوض.
خاضا معًا في الدماء الفلسطينية، وما يزالان يتبادلان شرب كؤوس النصر على شعب أعزل، وأمة ماتت أو كادت، أحدهما يتسول جائزة نويل، والآخر يتسول بقاءه في السلطة.