كتاب وشعراء

عصا الإرشاد / للشاعر السورية القديرة سرية العثمان

#عصا_الإرشاد: رحلة بين الأزرقين

حينَ الغُروبْ
وفي لَمْحِ البَصَرِ
يُفَكِّرُ القَلْبُ
أَنْ يَضُمَّ ثَمَالَةَ أَزْرَقِ سَقْفِ السَّماءِ
وَغُرُورَ أَزْرَقِ سَطْحِ البَحْرِ بَيْنَ خَفَقَاتِهِ
وَأَنَا.. أَشُقُّ
بِعَصَايَ دِهَالِيزَ القَصِيدِ
كَعَصَا مُوسَى الَّتِي شَقَّتِ البَحْرَ بَيْنَ المَوْجِ
أَمْضِي فِي ظِلالِ الكَلِمَاتِ
أَبْحَثُ عَنْ الحَقِيقَةِ الَّتِي تَاهَتْ بَيْنَ الوُجُوهِ
تَسْكُنُ بَيْنَ طَيَّاتِ الضَّبَابِ وَوَمِيضِ الذَّاكِرَةِ
إِلَى حَيْثُ تَلْتَقِي الحُرُوفُ
وَتَذُوبُ الفَاصِلَاتُ بَيْنَ نَبْضَاتِ الرُّوحِ
فَفِي كُلِّ قَلْبٍ تَرْنُّ النَّغَمَاتُ
وَفِي كُلِّ فِكْرٍ هُوَ سِرُّ الأَزَلِ

لِكُلِّ سَطْرٍ فِي دَمِي مَآرِبُ أُخْرَى
لَكِنَّ هَذَا البَحْرَ لَا يُقَاسُ
وَلَا يُمْكِنُنِي سَبْرُ أَغْوَارِهِ إِلَّا عَلَى مَرْكَبٍ مِنَ الكَلِمَاتِ
عَصَايَ هِيَ مُرْشِدِي
وَمِنْهَا أَسْتَمِدُّ القُوَّةَ حِينَ يَظْلُمُ الطَّرِيقُ
وَ الطَّرِيقَ يَصيرُ حِزْمَةٍ مِنَ النُّورُِ حِينَ تَغْشَانِي الظُّلُمَاتُ
يَسْتَنِيرُ بِي نَبْضُ النُّورِ فِي عُيُونِ المَحَبَّةِ

ويظلّ البحرُ، على مرِّ الأزمانِ،
سرّاً لا يُدْرَكُ، غامضاً في عيونِ من يبحرُ فيه
لكنني أواصلُ البحثَ في أعماقهِ
في خُطَى الظِّلالِ التي تَتَلاشى على سطحهِ
إلى أن تلتقي الكلمةُ بالكلمة
ويجد القلبُ نفسهُ بين الأضواءِ والظلالِ
فَهَلْ تَرَاهُ يُعِيدُ البَحْرَ إِلَى مَسَارِهِ؟
أَمْ أَنَّهُ يُعِيدُنِي إِلَى نَفْسِي
حَيْثُ تَكْمُنُ الأَسْئِلَةُ الَّتِي لَا أَجْوِبَةَ لَهَا؟
وَبَيْنَ الأَزْرَقَيْنِ
غُرْبَةُ رُوحٍ وَجَسَد
فَكُلُّ شَيءٍ فِي هَذَا الْوَجْود
هُوَ سِرُّ الحُبِّ وَالذَّوْبَانِ
وقَلْبِي لَا يَشْتَهِي سِوَى لِقَاءٍ
يَمُرُّ فِيهِ فَجْرُ الْمَعْرِفَةِ
تَحْتَ أَجْنِحَةِ النُّورِ.

سرية العثمان. ٢٠٢٥/٩/٢٥ لوحة الظِلْ والنور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى