كتاب وشعراء

في مدينة الأيتام….بقلم سما أحمد

في مدينة الأيتام
لم تشرق الشمس منذ عامين،
الآباء يحتشدون في السماء:
بعضهم يقيمون قداسات،
آخرون بامتداد الأفق،
يعدون موائد للجوعى..
وهناك من يقفون عند الأبواب
يرتقبون صعود النساء،
نساء تشققت قلوبهن،
لا عناق، ولا جرعة ماء..
في كل لحظة،
تصعد امرأة بلا طفل،
طفل بلا أم،
ذراع بلا كتف،
وجسد بلا صاحب.
بعض الآباء، كما في الدنيا،
متخصصون في إعادة تركيب الأجزاء،
يرتقون الأوصال الممزقة
يعيدون للوجوه الملامح
ويهبون للنساء بعض الحياة
في مدينة الأيتام،
ثمة موت كثير متناثر ،
لكنه أيضا نادر،
تماما كالطبق الفاخر!
يحسدك عليه الأغنياء قبل الفقراء..
لعن الله من سرق شمس مدينتنا،
لعن الله من جعل الأطفال بلا آباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى