رؤي ومقالات

مصطفى منيغ يكتب :الجزائر نوافذ بغير ستائر

لم تكن الجزائر أسوأ حال مما عليه في هذه المرحلة المُميَّزة بتدهور فاق كل وصف ، يُظْهِر المسكوت عنه منذ فترة بكيفية تُحتِّم على الشعب الجزائري إمساك الأمور بحزم الرجوع لأقْوَمِ صف ، أو الانغماس في مستنقع لتلقِّي المزيد من القَصف ، الراجم كيان دولة بما لا يُبقِي فيها مِن جلِّ مقومات الحياة غير العَصْف ، لريح التيه يهب مازجاً الضياع بالتشردم بالعودة إلي عصر الجاهلية مَن بحجارة التأخُّر يتَرَصَّف ، ليعُم القهر وتُشاع الفوضى وينقلب المقلوب لانقلاب يزحف خارج أي رصيف بانضباطٍ مُرتصف ، لانعدام أي تنظيم مُنصف ، لا يقسِّم الطريق السيَّار بين حاكم لا يتبع شارات القانون ومحكوم لا يقبل بتقزيم حقوقه الإنسانية حتى لا يتعدى طولها الطبيعي النصف . إلى متى والزمن لا يرحم إذ من العبث ترك منجزات السلف الصالح بين أيادي مَن عقولهم طائشة مع متطلبات جوف أجوف ، ما شبع بمرور الأعوام من مص رحيق مُستبدَل بمبالغ الشعب بأمكنة تكديسها أعرف ، كلما سنحت الفرصة هرب مَن هرب وإلى الأبد انصرف ، تاركا الجزائر بقرة نفط من كثرة نهب مردوده المالي أصبحت بارزة الهيكل العظمي مهلهلة الجلد لينفرد بها وبالتتابع مَن أنحرف .

… ستون جنرالا في السجن دون محاكمة نتيجة صراع داخلي وتقاتل على المناصب وما وراءها من غنائم ، بهذا الجيش مجزأ لجماعات كل منها تابعة لمن يقودها لخدمته الشخصية ، أبرزها تلك الموضوعة تحت إشارة الكهل “شَنِقريحة” مكوِّناً بها دُوَيلَة داخل دولة ، لا يقترب منها أحد ، حتى رئيس الجمهورية متى مر بجانبها حيى القائم عليها بأدب جم من كثرة الخوف ، فأي دولة هذه نظامها مستوحى من الرسوم المتحركة المركبة بأبشع المناظر المعروضة على الأطفال لترهيبهم لا أقل ولا أكثر ، وما كثرة المؤسسات الحكومية المزروعة في قلب العاصمة سوى مكاتب مكدسة بموظفين لا عمل لهم سوى ترقب آخر الشهر للتوصل بفتاة أجور لا تكفيهم للعيش الكريم كباقي الخلق في دول تحترم نفسها ومواطنيها وإن كانت غير منتجة للنفط ، لا شيء يرمز لدولة قائمة على أسس داعمة لأي تطور مستقبلي ، بل هو استمرار قبِل بالموجود رغم سلبية تؤدي لا محالة لما لا يًحمد عقباه ، وما تصريحات الرئيس غير المسايرة للواقع المُعاش سوى افتراءات لا يزيدها مرور الزمن إلا ترسيخ عدم الثقة في كل ما هو رسمي جزائري ، ويُعجل أساساً ببلوغ يوم المحاسبة الكبرى ، وقد بلغ السخط الجماهيرى أقصى مستوياته ، من فرط تبذير الأموال الجزائرية على أشياء فقدت قيمتها أصلاً ، تلك المخصصة لجماعة من المرتزقة الصحراويين الذين أرادت بهم الجزائر تأسيس جمهورية وهمية للضغط بها على جارتها المملكة المغربية الشريفة .

… لمن يدعي أن المخابرات المغربية هرَّبت ذاك الجنرال الجزائري “الجن” أقول : وما ستصنع به إن كانت الجزائر بالنسبة لها ، مجرَّد بيت نوافذه عارية من الستائر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى